«صمت» خالد تكريتي ... شخصيات تشكيلية تتحدى المتلقي

نشر في 18-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 18-10-2012 | 00:01
No Image Caption
تفتتح غاليري «أيام» في دبي معرضاً للفنان السوري خالد تكريتي بعنوان «صمت»، في 5 نوفمبر الساعة السابعة مساء ويستمر حتى 29 منه.
في معرضه الجديد يبتعد خالد تكريتي عمَّا ألفناه في أعماله السابقة من ألوان قوية وزاهية، ليستبدله بمزيج من ألوان البني والرمادي وبخلفيات داكنة تجعل مجموعة أعماله هذه أكثر بروزاً، فيما يحاول المشاهد فرض انطباعاته على عالم الشخصيات الصامتة هذا.

نلمح في الكثير من لوحات هذا المعرض وحدة جلية، فيما تبدو الشخصيات بعيدة كل البعد عن الضعف، بل قوية ووقحة وصلفة. فهي تحدق مباشرة في ناظرها، متحديةً إياه ليتأمل الأفكار الداخلية الكامنة وراء واجهاتها الهادئة، وتدعوه لأن يتأملها.

يشير تكريتي إلى أنه يرغب من خلال هذه السلسلة في تقديم نظرة أقل رومانسية وأكثر حداثة إلى الحياة الخارجية، فلوحاته تشكّل مرآة ذاته. ونظراً إلى الاضطرابات التي يمرّ بها بلده الأم راهناً، تجسّد هذه اللوحات الألم الذي يعانيه خلال هذه المرحلة العصيبة، مرحلة سلبت ريشته الألوان والحركة.

في «صمته» في «أيام»، قرر تكريتي العمل على أقمشة خام ما زالت تتمتع بملمسها الأصلي وسطحها الأبيض الضارب إلى الصفرة، ما منح شخصياته بريقاً رمادياً تحولت معه اللوحات إلى ما يشبه الصور الفوتوغرافية. تقف هذه الشخصيات جامدة ومتفرقة، تاركةً لكل مشاهد مهمة تلوينها بتفسيراته الخاصة.

صحيح أن الفنان يفضّل عدم تقديم توضيحاته عن كل قطعة، لكنه يقرّ بالسخرية التي يطبع بها عدداً من هذه القطع، فتبدو لوحات تكريتي صادقة. نتيجة لذلك، تنتقل الصور والعواطف التي تعكسها من قلبه إلى قلوب الآخرين مباشرة.

موجات وميول

ولد الفنان السوري خالد تكريتي في بيروت بلبنان عام 1964، ودرس الهندسة والتصميم في دمشق، ثم عمل مديراً عاماً للآثار والمتاحف في سورية، قبل أن ينكب على عمله كرسام معاصر.

 تجلى شغف تكريتي بالرسم منذ نعومة أظفاره، لكنه نمّى لاحقاً هذه الموهبة خلال سنوات من التدريب الجاد. عام 1995، انتقل إلى مدينة نيويورك، حيث وسّع معارفه في الفن وتشرّب عدداً من الموجات والميول العالمية. وعندما ترك نيويورك ليعيش في باريس عام 2006، واصل تعلمه من الميول القديمة والحديثة في الفن وبدأ يخصص كامل وقته وطاقته للرسم.

غالباً ما يختار تكريتي لمعارضه عناوين لافتة مثل «أنا وجدتي»، «سأعود مراهقاً»، «الصمت»... تشير بوضوح ومباشرة إلى فكرة اللوحات، وكأنه بذلك يؤكد على أن المتلقي قد ملّ من الغموض الذي يكتنف نواحي عدة من الفنون، ويهمه أن يرى الأمور جلية أمامه، فيستثمر وقته في تحليلها لا في البحث عنها والضياع فيها. يستند هذا الفنان المبدع إلى ماضيه ليبتكر لوحات جميلة عن أشخاص ومشاهد يعتبرها كتيب يومياته الخاص. فتعود لحظات وشخصيات في ذاكرته إلى الحياة على قماش لوحاته. ومع أن تراكيبه هذه ترتكز على تجاربه الشخصية، يبقى موضوعها عمومياً ويلقى صدى في نفوس الجميع. ولا تقلل التلقائية في لوحات تكريتي من قيمة أعماله، فهي تلتقي بالفكرة الواقعية والحداثية وكأنك أمام بحث في التشكيل إطاره العام الغرابة والتميز، وتفاصيله أسرار يقع على عاتق المتفرج كشف أبعادها ومضامينها.

عُرضت لوحات تكريتي في معارض فردية وجماعية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، أوروبا، والولايات المتحدة، كما في معارض دولية، مثل Alexandria Biennale، Art Paris، Art Hong Kong، وArt Dubai. كذلك تشكّل أعمال تكريتي جزءاً من المجموعات الدائمة في عدد من مؤسسات الشرق الأوسط البارزة، من بينها المتحف الوطني في سورية والمتحف الوطني للفنون الجميلة في الأردن.

back to top