جوهر مقطر من ماء الروح - 1
![زاهر الغافري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1462211981272872400/1462211991000/1280x960.jpg)
اكلما سمر الوحل قدميوشلني إلا يدين رفعتهما إليكتسمرت وشللت يديكوطالبتني بالانبثاق، بالارتقاء إليك؟(ثلاثون قصيدة) و(القصيدة ك)، و(معلقة توفيق صايغ) ثم أخيراً (صلاة جماعة ثم فرد) التي (نشرت بعد وفاته). هي أعمال توفيق صايغ الشعرية. تبدو قليلة، أجل، كان الصايغ قد تعب لكنه في هذه الأعمال قدم لنا جوهراً مقطراً من ماء روحه، عن الألم والعذابات والخسران، ابتداء من خسارة فلسطين، وانتهاء بتشرده، في كمبردج، وبيركلي، ولندن، وبيروت، حتى وفاته التراجيدية.في (القصيدة ك) يتجلى ألم توفيق صايغ، كذروة العشق، فالمحبوبة «كاي» والتي رمز إليها الشاعر بحرف ك، كانت قد دخلت إلى عالمه مثل العاصفة، وكان الشاعر، قد انفتح جرحه، إلى الأبد، وبدا بسبب الفاجعة كأنه يسقط من جبل. قصة حب كبيرة تنتهي بالضياع والتيه، والخسران، كُتبت بلغة جريئة، وبوح عال. ومن عرف توفيق صايغ وقتئذٍ، يعرف قصته المعقدة والشخصية والطويلة كما يشير رياض الريس في مقدمة الرسائل التي تبادلها مع الشاعر ونشرها في أحد أعداد الناقد.عندما صدرت مجموعته «ثلاثون قصيدة»، احتفى بها كبار الشعراء من الجيل القديم، ميخائيل نعيمة وسعيد عقل، والجيل الأكثر حداثة كيوسف الخال، انسي الحاج، خليل حاوي جبرا إبراهيم جبرا وسلمى خضراء الجيوسي. لقد عرف توفيق صايغ كيف يفتح مساحة الحرية الشعرية، إلى مدى أوسع، كان الشعر عنده ينبثق مثل ينبوع، صاف، ليجري في المناطق، الأكثر عتمة. تصاعدت من بحيرتك غيمةهطلت من الأوديةوفوقك اتشحت بالبياضواني بين «بلى» كنتها منذبطش الضوء بالعتمة الحنونو»بلى» ستكونينها حين تعيدنامعاً عتمة أحنطوال عهد الضياء الضريركنت «لا»