قبل يومين علمت أن أحد نواب المجلس المبطل 2012 قد صرح عبر حسابه الخاص في "تويتر" أنه يؤكد أن الانتخابات ستجرى أوائل أكتوبر القادم، وستكون وفق الدوائر الخمس, وبأربعة أصوات. وفي نفس الوقت غرد أحد المحامين المحسوبين على أحد أقطاب السلطة, بقوله أبشروا يا أهل الكويت، قضي الأمر، وإن الأمور حسمت، وإن صاحب القرار أخذ قراره، وأخذ يؤكد أن عملية تحرير الكويت بدأت! وأن يوم الثاني من أغسطس هذا العام فأل خير!! من خلال قراءة هذه التغريدات وملاحظة أن كلاً "يغرد على ليلاه"، وبما يتمنى ويشتهي، وأن كلاً منهم يصرح دون اعتبار للمصداقية، وكأنهم يفضفضون لنا عن أمانيهم وأحلامهم، فتذكرت راعي الإبل الذي قيلت فيه إحدى الروايات المشهورة، وما تضمنته هذه الرواية الشهيرة عند البدو وأهل الإبل. فالقصة باختصار هي أن عبداً راعياً للإبل كان مخلصا لـ"معزبه"، ومتفانياً في خدمته، وساعد "معزبه" كثيرا في وقت الجدب وقلة المطر والربيع، وحينما تحسّنت الأمور وأتى الربيع وتعافت الإبل قرر صاحبها أن يكافئ هذا الراعي المخلص الأمين، فقال له تمنى يا فلان فأنا حاضر لتحقيق ما تتمناه، فردّ العبد الراعي عليه بأبيات أصبحت من أشهر أبيات الشعر، سأذكر منها البيت الأول: ليت الليالي كل أبوها قمرة        والعمر ما يفنى وأنا متعافي الحقيقة لا فرق بينهم وبين تصرف الراعي، فالكل يتمنى إنما بطريقته الخاصة، فالراعي تمناها بقصيدة، وهم تمنوها بتغريدات، ولكل عصر أدواته، فالشعر في السابق كان وسيلة إعلام تنقل الأحداث والقصص، والآن بارك الله بـ"تويتر"، وكما قال الوالد حفظه الله "كل حل يستحي من حله". أنا كمواطن لا يهمني حل المجلس الفلاني من المجلس العلاني، كلها متساوية لأنه توضح لنا بما لا يدع مجالا للشك أنها برلمانات وتكتلات إن لم تضر فلن تنفع. أهم شيء عندي كمواطن هو استقرار البلد وعدم استغلال مرافق الدولة لتحقيق مآرب سياسية مفضوحة، إذ احتار المواطن الكويتي بين الأقلية التي أصبحت أغلبية والأغلبية التي أضحت أقلية، وكلها على حساب مصالح البلد، حتى الميزانية العامة للدولة لم تقر، والتنمية معطلة وبين وقت وآخر أزمة مفتعلة ومتعمدة! وحفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه، و"ليت الليالي كل أبوها قمرة" يا كويت.
Ad