صفقوا لمرسي حين يصبح وحين يمسي, وأعلنوا الحرب على الفرس في "تويتر", وأطلقوا تغريداتكم الصاروخية التي ستحرر فلسطين, وترجع الحرية لأمة لا تريد الحرية لمن يخالفها بالرأي، ولتتحرك كتيبة الـ"فيسبوك" لتمنع أحرار سورية والبحرين من أن يقتلوا أو يسجنوا.
هاجت الأمة في "تويتر, بين مصفق ومهلل ومكبر, لأن مرسي ترضى على الخلفاء الراشدين في إيران, يا له من نصر كبير "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم", ألم تتعلموا من خداع رجب طيب أردوغان؟ ألم تتعلموا من خطابات الزعماء العرب بعشرات السنين الماضية؟ أمة تحركها الكلمة, ويبكيها الحرف, وتخشى القراءة والتعلم من التاريخ!! هل البطولات الورقية وتحويل الصراع بين الحرية والقمع؛ الظلم والحق إلى صراع بين المذاهب بخلافات تعدت 1400 عام هو الحل للمشاكل العربية؟وهل تزوير الجمهورية الإيرانية لخطاب مرسي ووضع البحرين بدلا من سورية, منع أحكام السجن بحق المناضلين هناك؟ لا والله لم يمنع ولن تمنع, وخلف كل قطرة دم هناك مستفيد وفرح, فمن يريد بيع السلاح فإنه يبيع, ومن يريد استغلال يتيمات المخيمات اللواتي لا حول لهن ولا قوة بالزواج بهن تقدم بعرضه ومهره, ومن يفرح لنقصان الشيعة هنا أو السنّة هناك شبع فرحا, ومن يريد لهذه الأمة التناحر فإنه على كرسيه الجلدي يقهقه فرحا بغبائنا وتحويلنا الصراع إلى كلمات لا تغني ولا تسمن من جوع.صفقوا لمرسي حين يصبح وحين يمسي, فهو الرئيس المنتخب من قبل ثورة شعبية سلمية, نقل الصراع من ساحات المعارك الملطخة بدم الأبرياء, إلى ساحات "تويتر" وكتب التاريخ, صفقوا للرئيس المنتخب بعد ثورة سلمية شعبية, فلقد ألغى بخطابه ثورة سلمية شعبية أخرى في البحرين لا تختلف مطالبها عن المطالب التي أوصلته إلى كرسي الرئاسة, فعالم السياسة غير عالم حقوق الإنسان والحريات، له مصالحه التي قد تبنى على الديانات والمذاهب.نحن أمة صفقنا لأردوغان عندما "تلاسن" مع الصهاينة على الهواء, وتناسينا قتله الأكراد وتهجيرهم لأنهم ليسوا عربا, وصفقنا لمرسي بسبب الترضي على الخلفاء الراشدين, وتناسينا إغفاله البحرين, ومنا من صفق لإيران لموقفها من البحرين, وتناسى الدم السوري على يديها بالإضافة للدم الإيراني... نحن أمة عوراء نشاهد بعين واحدة، ونصفق بيدين.
مقالات
صفقوا لمرسي
08-09-2012