بو مساعد... اركد
تتغير الأحداث، وتتغير المجالس، ويتغير الرؤساء ولا يتغير النائب الفاضل د. وليد الطبطبائي أبداً، فهو كما عهدناه مندفعاً دوماً، يتحدث قبل أن يفكر، ويتحدث في كل شيء ابتداءً بالمشاكل المحلية، والآراء الدستورية، والشرعية، وانتهاءً بالثورات العربية والأسلحة، ومع كل تصريح له، يجب أن يثار جدل أو حتى سخرية مما يقول. لا نعلم هل نقول لعن الله "تويتر"... أم أدامه الله؟ ففي السابق كنا لا نعرف عن تصريحات النواب إلا من خلال الصحف اليومية، وكان النائب يغيب عن القضايا التي من الممكن أن تخسره أصوات بعدم التصريح، وهذا ما لم يعد مقبولاً في زمن الطائر الأزرق الجميل- ولا أعني هنا "الخطوط الجوية الكويتية"! ولكن هل أخبر أحدكم "بومساعد" أنه أصبح يظهر لنا أكثر من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، فمن غير المعقول أن يكون نائب مجلس الأمة ملماً بكل شاردة وواردة في هذا العالم، وأن يصرح تارة عن الدولة الإسلامية في سورية، وبعدها عن رشاش 50 الذي جلبته القوات الخاصة أمام قصر العدل، وفجأة نراه واقفاً في إدلب وهو يخطب في الناس متلعثماً لا يعرف ماذا يقول، تارة يندد "بشيكات" الرئيس، وتارة يقبلها للمبرات الخيرية، تارة يفرض وصايته على الناس وتارة يقول الناس أحرار في ما يفعلون. إن حال "بومساعد" لا يختلف عن حال البلد الذي أصبح الجميع به متداخلون، فلا مختص بهذا البلد، والكل يفتي بلا يدري، و"يهرف" بما لا يعرف، و"بومساعد" النائب منذ زمن ليس بالقصير هو انعكاس لما آل إليه العمل البرلماني في الكويت وتوقف كل شيء تقريباً فيها، فالنائب الذي ينشغل بقشور الأمور في فترة المجلس، وينتقد كل القوانين تقريباً في فترة توقفه، هو نائب لا يرغب إلا في استمراره هو مع توقف عجلة الآخرين. إن هذه الظاهرة "الوليدية" انتشرت وامتدت إلى أغلب النواب، ولا شك أننا نحن -الشعب- سبب ما يحدث، ومع اقتراب التوقعات بانتخابات برلمانية قريبة، هل يقرر الشعب أن "يسحب" البساط و"الآيفون" من يد نواب "المطنزة" و"العازة"، أم نستمر نصوت لمن يقضي وقته متنقلاً بين بقاع العالم، وهو يتواصل مع ناخبيه عبر "تويتر" فقط؟، سؤال تحدده الانتخابات المقبلة.