الدكتور فهد الخنة اطلع على النجوم، ونظر إلى المستقبل، واستقى معلوماته، ورجم بالغيب من مكان بعيد. الدكتور رسم صورة لا يراها سواه، ولا يقدرها غيره، ولا يعيها أحد من العالمين عداه.
نعرف جميعا أن من يحصل على شهادة الدكتوراه ويدرس في مؤسسة أكاديمية راقية يجب أن يكون قديراً على الملاحظة والتحليل والمقارنة. لم نجد أيا من ذلك في مقال فهد الخنة الذي سطره يوم الخميس 12 /4/ 2012. ألقى بعباءة إيران السوداء على مصر وأخذ يتلمس ما تحتها وعلى غير هدى أو نصف معلومة، وكلما وقعت يداه الكريمتان على جسم متحرك أفتى بما لا يعلم.في كل دول العالم المسلمة و"المظلمة" يا دكتور والتي تحترم آدمية الإنسان، يشكل الحزب الناجح البرلمان أو الحكومة، وأحياناً ينتخب الرئيس، والحزب "يا بوصالح" مكون أساسي من مكونات المجتمع، فهو ليس عائلة إثنية أو قبيلة عرقية أو ديانة طائفية، وحضرتك تعلم أن الحزب بالنسبة إلى الدولة كالعينة للمجتمع، ويميز هذا النظام أن رئيس الدولة أو رئيس الحكومة لا يحكم بأمره أو مزاجه كحال رؤساء العرب لأربعين سنة مضت، فالحزب يخشى دائماً على مكتسباته في المجتمع، ويسعى إلى النجاح في الانتخابات القادمة، وعليه فهو يقدم البرامج التنموية والمشاريع الإصلاحية لضمان مقاعد الحزب في الدورات القادمة.وقد لا يعلم د. فهد أن المصريين قد احتكموا إلى دستور جديد يحدد الصلاحيات والمسؤوليات، وينص على تداول السلطة عن طريق انتخابات حرة ونزيهة، والذي ربما فات على كاتبنا أن الاستحواذ على السلطة بالقهر يحتاج إلى جيش موالٍ وعسكر مطيعين وشبيحة لا يعرفون الرحمة. وبمقاييس الدكتور فهد فإن "الإخوان المسلمين" يديرون جيش مصر الذي مازال يحكم البلاد ويمنعهم حتى اليوم من الاقتراب من كرسي الرئاسة."إخوان" مصر يا دكتور قد استفادوا من خبرتك قبل أن يطلعوا على مقالك، فعندما حاولت أن تخرج من "حزبك" وتلجأ إلى قدراتك الفردية كانت النتيجة أن فاز الملتزمون، وجئت حضرتك بالمركز الخامس عشر بلا منازع.يبقى أن نذكر صعوبة صبر البعض على الوجود في دائرة التحليل الموضوعي ومناقشة القضايا العامة بكل تجرد، متسلحين بالمعلومات الموثقة والتاريخ الحقيقي لتعاقب الأحداث، ومن ثم التخلي عن العواطف وتراكمات الماضي. فنجد منهم من لا يستطيع التفريق بين ما يتمناه وما يراه أمامه عياناً بياناً.
مقالات
على هونك... يا الخنة
21-04-2012