غزة: قتل امرأة داخل مستشفى بداعي الشرف
رغم تزايد المطالبات بعدم التماس أي أعذار في التعامل مع جرائم قتل النساء، لا تزال ظاهرة الانتقام من أجل الشرف تجد رواجاً كبيراً بين الفلسطينيين، حتى أن البعض يلجأ إلى هذه العادة للهروب من العقوبة أو الحصول على حكم مخفف. وفي هذا السياق، وبينما العالم يحتفل بيوم المرأة في هذا الشهر، كانت سيدة فلسطينية متزوجة وأم لطفلة لم تتجاوز العام ونصف العام، على موعد مع الانتقام، بعدما دخلت مستشفى خان يونس جنوب قطاع غزة مساء يوم الخميس الماضي، وسجلت حالتها على أنها محاولة انتحار بعد تعرضها للتسمم. وقال مركز "الميزان" لحقوق الإنسان أمس إنه بعد استقرار حالة السيدة، وصل أحد أقاربها إلى قسم العناية المركزة في المستشفى وتبين من سلامتها، وقام بإشهار سلاح شخصي "مسدس" وأطلق النار على المريضة عن قرب. وعبر المركز عن استنكاره الشديد لانتهاك حرمة مستشفى "ناصر" في مدينة خانيونس جنوبي القطاع من قبل مسلحين، وقتل السيدة، مندداً في ذات السياق، باستمرار ظاهرة قتل النساء التي عادة ما يلجأ مرتكبوها إلى الادعاء بأنها على خلفية شرف العائلة.ودعا "الميزان"، في بيان صحافي تلقت "الجريدة" نسخة منه، الجهات المختصة إلى التحقيق في الحادث وإحالة من يثبت تورطهم في الجريمة إلى القضاء، معبراً عن قلقه المتزايد من أن يكون ادعاء القتل صوناً لشرف العائلة. وطالب المركز الحقوقي الجهات المسؤولة بالتعامل مع جرائم قتل النساء بداعي الشرف على أنها جرائم قتل، وعدم التماس أي أعذار مخففة للأحكام على نحو غير قانوني، كما طالب بحماية المستشفيات واتخاذ التدابير الكفيلة بالحيلولة دون دخول مسلحين إلى داخلها وارتكاب جرائم.
بدوره، استنكر مركز "شؤون المرأة" في مدينة غزة، جريمة القتل، مشدداً على ضرورة اعتبار أن الاستمرار في جرائم قتل النساء قضية تهدد حياة النساء والمجتمع على حد سواء.وعبر المركز عن قلقه الشديد من أن يكون ادعاء القتل على "خلفية الشرف" هو ذريعة للإفلات من العقاب، مطالباً بالتعامل مع هذه الجرائم على أنها جرائم قتل وعدم تخفيف الأحكام ضد مرتكبيها. ويعتبر قتل النساء على خلفية ما يسمى بـ"الشرف" أبشع أنواع العنف الممارس بحقها، إذ ينظر إلى المرأة على أنها تقع في مرتبة أدنى من الرجل، وهذا يستند إلى الثقافة المشوهة، والتقاليد والأعراف البالية التي تعزز من هذه النظرة.