سلم النائب السابق مسلم البراك نفسه لرجال أمن الدولة أمس، بعد تسلمه رسمياً أمر الضبط والإحضار، الذي وقع عليه كتابة واطلع عليه هو ومحاموه.

Ad

وقال البراك في تصريح أدلى به إلى وسائل الإعلام بحضور مندوب أمن الدولة وعشرات المواطنين: «لقد تسلمت للتو رسمياً من أمن الدولة أمر إلقاء القبض والإحضار، واطلعت عليه أنا والمحامون بطلب موقع من وكيل النيابة، للمثول أمامها، وكما قلت أمام الجميع فإنني سأنفذ هذا الطلب».

وأضاف البراك: «لم أكن يوماً من الأيام أتوقع أن توجه لي مثل هذه التهمة، ولدي ما سأقوله ولن أتبرأ يوماً مما قلته في ساحة العز والكرامة، ونلتقي كما عودتمونا دائماً على العز والكرامة».

وركب البراك سيارة أمن الدولة بمعية زميله عبيد الوسمي، وسط صيحات الحضور: «ارفع راسك يا بوحمود»، وكانت آخر كلمة قالها البراك أثناء ركوبه: «أوصيكم بأمرين الدستور والكرامة».‏

وكان البراك أكد في مؤتمر صحافي عقده أمس انه لم يتسلم أو أحد من ذويه أمراً مكتوباً من وزارة الداخلية يفيد بإلقاء القبض عليه او طلب استدعائه، رغم حضور ضباط الأمن الى منزله وإبلاغ ذويه بهذا الاستدعاء شفهيا ثلاث مرات، مشدداً على انه ليس لديه أي مشكلة في طلب الاستدعاء بشرط ان يأتي الإخطار مكتوبا، كما نصت على ذلك المادة 63 من قانون الاجراءات والمحاكمات الجزائية بضرورة «إطلاع المطلوب على أمر الضبط».

ودعا البراك، في المؤتمر الذي عقده في ديوانه بمنطقة الأندلس مساء امس، الى ضرورة المشاركة في المسيرة الكبرى يوم الأحد المقبل، لافتاً إلى أنه «لو كان سمو الأمير يعرف ان هناك خصومة بينه وبين شعبه لما غادر الكويت في اجازة».

وقال: «بكل الحب والتقدير والاعتزاز أرحب بوجودكم، وقسما بالله لو قالوا لي ماذا تختار قبل ان تدخل السجن لقلت لهم مشاهدة هذه الوجوه الكريمة التي تدافع عن الدستور والكرامة»، مضيفا: «ايها الإخوة الأعزاء اشكركم كما اشكر كل وسائل الاعلام وأرحب بكم وأتشرف بوجودكم».

لا أتبرأ

وعن أمر إلقاء القبض عليه أضاف: «أحب ان اوضح تفاصيل هذا الأمر، ففي يوم الاحد 21 أكتوبر الساعة الخامسة، سمعت كما سمع غيري، من خلال وسائل الإعلام، عن أمر قبض وإحضار بحق مسلم البراك، وأنا رجل لا انكر ولا أتبرأ من كلامي في ساحة الارادة، وبالتالي اجتمعت مجموعة من المواطنين يوم الأحد، بعد ان استمعوا إلى هذه المعلومات، وشكرتهم على حضورهم وقمت بحثهم على أن مكاننا ليس هنا، بل في مسيرة (كرامة وطن) وذهبت الى الأبراج، وألقيت كلمة بوجود رجال الأمن والمباحث»، متسائلاً: «لماذا لم يلقوا القبض عليّ هناك؟»

وأضاف أنه «في يوم الاثنين الماضي كان هناك اجتماع لكتلة الأغلبية البرلمانية استمر من الصباح حتى المساء، الى حين صدور البيان»، مستدركا: «ولم يأت احد من الجهات الامنية لينفذ الامر، ويوم الثلاثاء كنت موجودا في ديواني وتشرفت بلقاء اخواني ابطال الدستور والكرامة بعد اعتقالهم، ومنهم الصواغ والطاحوس والداهوم، ومجموعة اخرى من النواب الاعزاء، واستقبلتهم في ديواني، وتم تصوير هذا الاجتماع في الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي».

أنا البراك

ولفت إلى انه «عندما يقول بعض المرجفين والاتباع ان مسلم البراك خائف من الاعتقال، فأنا هنا اوضح الحقيقة ويعلم الله انني لا ارد عليهم، فهم ليسوا كفئا للرد عليهم»، مبينا انه في «يوم الأربعاء الماضي حضرت سيارة نجدة، وفيها شرطي وضابط وواجهوا ابن اخي فواز وعمره 7 سنوات، وعندما سألوه اين البراك؟ قال أنا البراك، وأبرز لهم هويته، ولكن جزاهم الله خيرا، كان تعاملهم راقيا وعند هذا الحد توقفوا ومشوا».

وأضاف «في يوم الخميس جاءت دورية فيها ضابط وفرد ومعهما مصور، لكن بعض وسائل الإعلام الفاسد يمارسون الكذب كل يوم، وكتبوا أن مسلم البراك وأشقاءه تسلموا الضبط والإحضار على الرغم من أنهم في نفس الخبر ذكروا أن مسلم البراك لم يكن موجودا، فكيف يكون تسلم الضبط والإحضار؟»، متابعا «عندما جاءت الدورية شاهدهم علي البراك وأبلغه الضابط قائلا له: لدينا طلب استدعاء من النيابة العامة»، فرد عليه علي البراك «لا توجد مشكلة، ولكن أروني طلب النيابة العامة حتى أعرضه على عمي، ولكنهم لم يطلعوه على شيء، وكان تعاملهم راقيا ثم انصرفوا».

أمر شفوي

وأوضح «وفي يوم السبت حضرت سيارة نجدة فيها ضابط وفرد، فقال الضابط إنه قابل الأخ فهد، وأبلغه أن هناك شخصين من رجال أمن الدولة داخل الديوانية، وعندما التقاهما فهد طلب منهما أمر الضبط الرسمي، ولكنهما رفضا، فقال لهما اننا لا يمكن أن نتعامل مع الأمر الشفوي».

وذكر «أحب أن أقول إن امر الاستدعاء من النيابة لا يكون عبر وسائل الاعلام او شبكات التواصل الاجتماعي ولا بالأمر الشفوي، بل ان الاخطار يجب ان يكون رسميا، وهناك مادة قانونية لا تجيز حجز حرية الانسان، وتم تناول هذا الامر في المادة 63 من قانون الاجراءات والمحاكمات الجزائية»، موضحا أن المادة «تنص على اطلاع المطلوب على امر الضبط، وأنا أقول لأي جهة امنية في الكويت لديها امر ضبط وإحضار ان تأتي على الرحب والسعة لكن بشرط ان أطلع على هذا الامر نصاً كتابياً وبنسخة أصلية، وبعد ذلك ليس لدي مشكلة سواء ذهبت مع المحامين إلى النيابة او من خلال الجهة الأمنية التي طلبت منها النيابة استدعائي، وأنا موجود في ديواني».

فزعة للدستور

وشكر البراك الحضور قائلا «أشكر حضوركم بمجرد سماعكم أن هناك مؤتمرا صحافيا، أما أصحاب التصريحات المشبوهة، وللأسف لو تلاحظون هناك جهة واحدة تعطيهم التصريحات، بفارق عشر دقائق بين التصريح والآخر، والتصريحات تأتيهم مكتوبة، لأنهم لا يثقون بهم»، مضيفا «أقدم شكري وتقديري لكل أبناء الكويت رجالا ونساء الذين وقفوا معنا سواء بالحضور إلى هنا أو بالاتصال او عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فالقضية في نهاية المطاف ليست فزعة لمسلم بقدر ما هي فزعة للدستور والكرامة».

وأوضح أن «هناك امرين لا يمكن ان نتساهل فيهما دستورنا وكرامتنا، والحياة والموت بيد الله، وليس المهم من يحيا ويموت، ولكن الاهم ان الكويت تحيا ولا تموت، فهذه كويت الكرامة والدستور كويت العزة، كويت الكويتيين الذين لا يمكن أن يخضعوا إلا لله».

وقال «أنا أعرف أنكم تفوقونني وطنية وحباً للبلد، وأعرف أنكم لن تتخلوا عن واجبكم الدستوري والإرادة التي لا تقبلوا أن تباع وتشترى»، مستدركا بالقول «نقول لسماسرة المناطق الذين يحثون الناس على الترشح، هل وجدتم أحداً يقبل الترشح؟»، مضيفا ان «ما سمعته إلى الآن هو أن المرشحين ما بين «خبل» و«ورع» و«موضي علف»، وليقولوا للناس من هم من يريدون الترشح فعلا، لأن الشعب الكويتي بكل تياراته وفئاته أعلن مقاطعة الانتخابات ترشيحا وانتخابا».

المسيرة الكبرى

وأضاف أن هناك دعوة يوم الجمعة المقبلة لدى الأخ فلاح الصواغ، داعيا إلى عدم التأخير، مستدركا «فهؤلاء الصواغ والداهوم والطاحوس، سجنوا لأنهم دافعوا عن الدستور والكرامة، ولا أحد يتأخر عن المسيرة الكبرى يوم 4/11» مؤكدا أن المسيرة سلمية، «فنحن لا نقبل التخريب، ويكفي أن 150 ألف شخص نزلوا إلى الشارع في العاصمة وفي المركز التجاري ولم يتعرض أي محل للتخريب»، موضحا «يقولون انه انقلاب وخصومة بين النظام والشعب».

وتساءل «هل هناك حاكم يعلم أن هناك خصومة بينه وبين شعبه ويقضي إجازته في الخارج؟»، مضيفا «قسماً بالله لو أن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد يعرف أن هناك خصومة ولو بنسبة 1 في المئة بينه وبين شعبه لما غادر الكويت، ولكنه يعلم أن شعب الكويت مخلص لسموه، لكن تحاول بعض الأطراف أن تروج أن هذا الحراك آت من فئة واحدة يقودها مسلم البراك، ولا يمكن للشعب بهذه الأعداد أن يكون بقيادة مسلم البراك أو جمعان الحربش، وقسماً بالله لو أن جمعان نزل إلى الشارع ضد النظام لوقفت ضده، وقسماً بالله لو أن مسلم البراك نزل إلى الشارع ضد النظام لوقف جمعان ضده».

وأضاف «لكن المرجفين يصورون الأمر أمام العالم أن هناك خصومة بين الشعب والنظام، وسنخرج في المسيرات السلمية وفقاً للقانون والدستور، ولن تمنعنا السجون ولا المطاعات، وأدعوكم الا تتأخروا عن أي دعوة مخلصة للدفاع عن الدستور والكرامة، ولا أدري أين سأكون في ذلك الوقت، ولكن إن كنت بينكم فأقسم بالله أن أكون موجوداً بينكم، لكن إذا كنت في المعتقل فإن جسدي وعقلي وروحي معكم»، مؤكداً أن «أي جهة أمنية تأتي لن تتعرض لأي احتكاك أو استفزاز، لأنهم يمثلون أمر النيابة ولهم الحشيمة والكرامة، ولكن من حقي كمواطن ان اطلع على نسخة رسمية وأصلية من أمر الضبط والإحضار».

لقطات من ديوان البراك

• حضر إلى ديوان البراك قبل بدء المؤتمر الصحافي كل من عبيد الوسمي، وخالد الطاحوس، وخالد شخير، وأحمد الشريعان ومحمد الخليفة وعلي الدقباسي، ودار اجتماع مغلق داخل الديوان قبل المؤتمر.

• وجد عدد من المواطنين أمام الديوان قبل الرابعة عصراً، وسط حضور أمني محدود في المنطقة.

• زودت الساحة المقابلة للديوان بشاشات عرض لنقل المؤتمر الصحافي للحضور.

• خرج البراك في الساعة 4:45 إلى الحضور في ديوانه للترحيب بهم.

المؤتمر تحول إلى ندوة جماهيرية

تحول المؤتمر الصحافي الذي دعا اليه النائب السابق مسلم البراك مساء أمس إلى ندوة جماهيرية، نظرا لحضور عدد كبير من المواطنين إلى ديوانه في منطقة الأندلس، على اثر معلومات تواترت عن نيته تسليم نفسه إلى الأجهزة الأمنية عقب المؤتمر.