inception

نشر في 11-05-2012
آخر تحديث 11-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 حمد نايف العنزي في فيلمه الرائع (inception) يقوم النجم ليوناردو دي كابريو بدور لص من طراز فريد متخصص في سرقة الأفكار من العقل الباطن للأشخاص أثناء نومهم، حيث يقوم بمعية عدد من شركائه وبواسطة جهاز خاص بالدخول إلى حلم الضحية الذي يتم تصميمه مسبقاً من قبلهم، من أجل سرقة معلومة معينة دون أن يشعر الشخص النائم الذي تم تخديره مسبقاً بالاقتحام الذي جرى لخلايا دماغه وهو يغط في سبات عميق!

لص الأحلام دي كابريو أو "كوب" كما في الفيلم هارب من الولايات المتحدة لاتهامه بقتل زوجته، ويسعى لأن يتمكن من العودة إلى موطنه ورؤية أطفاله من جديد، وقد واتته الفرصة لذلك أخيراً، ففي محاولته لسرقة الأفكار من أحد رجال الأعمال ذوي النفوذ "سايتو" تظهر زوجته المتوفاة في الحلم كإسقاط من عقله الباطن لتفسد خطته، ويعلم الضحية أنه تعرض لمحاولة السرقة لاحقاً، فيعرض بشكل مفاجئ على "كوب" القيام بمهمة من أجله مقابل تمكينه من دخول الولايات المتحدة من جديد، لكنها مهمة جديدة وفريدة من نوعها، ليست استخراج الأفكار وإنما زرع فكرة جديدة في عقل الشخص، لتصبح مع الوقت هوسه الوحيد وتسيطر عليه الرغبة في تنفيذها!

المهمة التي اصطلح على تسميتها (inception) سيتم تنفيذها على "فيشر" الوارث الوحيد لمنافس سايتو في مجال الطاقة، حيث سيحاولون زرع فكرة تفكيك شركات أبيه، والبدء بعمل جديد بعيد عن مجال الطاقة التي تكاد تسيطر عليها إمبراطورية والده الاقتصادية.

بعد أحداث مشوقة، تكاد المهمة تفشل لكن الأمور تسير في النهاية لمصلحة "كوب"، ويبتلع فيشر الطعم ليصحو من نومه وهو مقتنع بالفكرة التي زرعت في دماغه، ويقوم بعد ذلك بإصدار أوامره بتفكيك شركات والده كما أراد منافسه سايتو الذي وفى بوعده لكوب ويمكنه من دخول الولايات المتحدة ليلتئم شمل الأسرة من جديد بعد عودة الوالد إلى أبنائه.

الفيلم أكثر من رائع، وفكرة زرع الأفكار أثناء النوم نحتاجها اليوم في الكويت بشكل عاجل، فالشعب الذي اختار هذه الكوكبة "الرائعة" من النواب بحاجة إلى أن نكلف "كوب" بالدخول فوراً إلى عقله الباطن، لزرع فكرة جديدة عن مفهوم الدولة المدنية وقيمة الحرية ومعنى الديمقراطية، فمن الواضح أننا رغم كل ما نقوله ونردده ونكتبه مازلنا لا نستطيع تغيير الأفكار المغلوطة التي لاتزال "تعشعش" في رؤوس الناس ولا يريدون تغييرها.

فالشعب الذي يختار بملء إرادته نواباً كل همهم هو إزالة الكنائس وقانون الحشمة وإغلاق المقاهي ومداهمة الشقق ومراقبة الناس وتعديل المادة 79 وإعدام الإنسان على كلمة نطقها في لحظة، وغير ذلك من الأولويات العجيبة الغريبة، أقول إن شعباً ينتخب هؤلاء هو شعب يحفر قبر حرياته بيده لأنه لا يدرك قيمتها، ويصيب الديمقراطية في مقتل لأنه يختار أعداءها ويقضي على ما تبقى له من أسس الدولة المدنية، مفضلاً الدولة الدينية التي لا تبقي ولا تذر من ويلات طائفية ربما تتطور إلى حرب أهلية إن لم يتم تدارك الأمر وفهم معنى أن يعيش الإنسان في نعمة وأمن وأمان يحسده عليها القاصي والداني.

يلزمنا زرع أفكار مغايرة لما في رؤوسنا، وأن نقوم بذلك في أسرع وقت ممكن قبل أن تسوء الأمور أكثر فأكثر، فلم يعد هناك متسع من الوقت... اتصلوا بدي كابريو سريعاً!

***

لسلامتك وسلامة من معك من الإعدام بعد إقرار قانون المسيء للنبي، يجب على كل واحد وضع (password) لجهاز هاتفه واللابتوب والتأكد من قفله قبل المغادرة ولو لدقائق لدورة المياه، فقد يقرر زميل أو صديق حاقد أن يكتب شيئا شائناً من خلال جهازك النقال أو لابتوبك و"يقع الفاس بالراس"، وتعال اثبت حينها يا بطل انك لست الفاعل، على الأقل "ستأكل 7 سنين" استتابة على أمر لم تقم به بفضل قانون المسيء الرائع... وواضعيه الأكثر روعة!

back to top