هذه المرة صندوق النقد الدولي يحذر من أن الكويت ستستنزف جميع مدخراتها المالية من إيرادات النفط بحلول عام ٢٠١٧، أي بعد خمس سنوات من الآن.

Ad

ومن هذه اللحظة التي تبدع فيها –على سبيل المثال- كتلة التنمية بمشروعات قوانين الحشمة، وحظر "بكيني مايوهات" جزيرة كبر، وتحذير الجامعات الخاصة من حفلات الاختلاط في "كباريهات" حفلات التخرج، كما شرعت تلك الجماعة "التنويرية"، بالتحالف مع كتلة الأغلبية وبتواطؤ من المحسوبين على التقدميين مع استثناء محمد الصقر، بإقرار عقوبة الإعدام لجرائم الإساءة إلى الرسول، وبطبيعة الحال قائمة المشاريع المنقذة للاقتصاد في الطريق بعقول طلاب الراحل كينز من "فلتات" المجلس وحكومة شعار "حاضرين لطلبات المجلس"، من هذه اللحظة (الآن)، التي تمضي وتصبح ماضياً، سنشهد بعد خمس سنوات عجز الدولة عن توظيف القادمين لسوق العمل، وسنشهد بطالة متنامية، مع توقف عن مشروعات البنية التحتية، من دون الاخلال، بطبيعة الحال بحقوق المؤلفة قلوبهم -في أسهم البقية الباقية من رثاثة الميزانية، وأيضاً من دون المساس بنفقات الجهاز الأمني لمواجهة أعمال الشغب القادمة لا محالة حين يصبح حال الدولة من حال دول مثل اليونان والبرتغال، إن لم يكن مثل حال مصر أو اليمن أو أي من دول "الجوع" العربي.

هو صندوق النقد الدولي الذي يقرع الجرس هذه المرة، وليس جاسم السعدون أو غيره من رجال الاقتصاد الذين بحت أصواتهم، ولم يجدوا غير الطرش واللامبالاة من حكومات ومجالس "عش ليومك فقط"، الحكومات لاهية بتوزيع الكعك على ربعها والمقربين، والمجالس النيابية مشغولة بملاحقة الفساد عند كبار رجال الدولة، وقبل ذلك تغرق تلك المجالس وبمشاركة من حكومات الحصفاء الناس بهدايا الكوادر والزيادات المالية للمستحقين وغير المستحقين، ولا فرق بين الاثنين غير عشوائية الاختيار، المهم أن يتبلد وعي البشر من مخاطر الغد، وهكذا يتم الاقتصاص العادل من الذين سبقوا في بلع كعك الدولة، والمقصود تجار اليوم ووكالاتهم عند ثوار مجلس طبقات الشعب، والإنصاف في الثقافة النفطية يعني المساواة في الغنم حتى آخر فلس من الميزانية المثقوبة، وهو دائماً غنم بلا غرم في دولة "سانتا كلوز" الكويتية.

بعد خمس سنوات لن يجد سانتا كلوز (بابا نويل) شيئاً في كيسه الأحمر كي يوزعه كهدايا لأطفال الكويت في أعياد ميلاد الدولة، مساكين أطفالنا فقد حكم عليهم الآباء بالضياع والعدم، ماذا سنفعل حينها، فسانتا كلوز سيغيب من آبار نفطنا، وليس لنا من موارد أخرى غير لحى ممتدة للكثيرين من طالبان الدولة، وهؤلاء لا يعرفون كيف يوزعون "الهدايا"، فهم لا يحملون على ظهورهم غير المواعظ والعصي، ماذا سيفعل أطفالنا غداً، هل سيفكرون مع العسر بطريقة إبداعية كأن ينشئوا مصانع للغزل والنسيج ينسجون من لحى حزب "ويحك يا هذا" الحاكم بأمر الانغلاق، بطانيات وبلوفرات يصدرونها للخارج، وينافسون بها الصوف الكشميري... سيكون صوفاً ممتازاً بلون الحناء الضارب للأحمر الباهت، أو باللون الأسود الداكن والمغم كحياتنا الاجتماعية اليوم... ماذا سيفعل أطفالنا غداً! فنحن لم نفعل شيئاً لهم.