آمال: رضى... أين أنت يا معوّت؟

نشر في 09-09-2012
آخر تحديث 09-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 محمد الوشيحي جلبة في صالة التحرير، قهقهة عالية بين أروقة مكاتب الزملاء في الجريدة، جلابية توشك أن تكون كويتية وما هي بكويتية، تماماً كما هي لهجته إن أراد أن "يكوّتها" فتخرج من فمه عرجاء من غير سوء: شغبارك، أي شخبارك... شفيك يا معوّت! فأصحح له: يا معوّد (بالحاء المربوطة يا رضى)، فيقهقه: يا عم عدّيها بالتاء المزبوطة، الحاء تقال للحمير والتاء للتأنيث... وغير ذلك من المفردات الكويتية التي كان يشرّبها بلهجته الأم، التي لا يتنازل عنها إلا لدواعي الضحك والمزاح.

أين أنت يا معوت؟ هل مللت منا فقررت هجرنا وهجر معشوقتك "اللغة الفصحى"، بحروف جرها التي كنتَ تقف سداً منيعاً ضد من يتجاهل تأثيرها (مش عارف ليه أخونا المحرر الألمعي بينصب الكلمة وهيه مجرورة من ودانها؟ هو حرف "الباء" شوية في البلد يا جدعان؟)... هل زهقت من "الأفعال المتعدية" على أملاك الغير، كما تصفها (دي أفعال شغالة نصب تك تك)... من سيعول بعدك "واو الجماعة" ومن سيثأر لـ"الواو المقطوعة من شجرة" كبدي عليها؟ من مثلك سيعيد ترتيب فوضى الأخبار و"يدسّكها" بشقاوة وحرفية، ويستخرج من جوفها مانشيتات تؤكل بأصابع اليد الواحدة؟

من بعدك سيهاتفني ساخراً من صياغة (المحرر إياه، في تلك الجريدة): "بزمتك يا بو سلمان ده يتقال عنه صياغة خبر؟ يكتبه محرر بقاله أكتر من خمستعشر سنة في الصحافة؟ ده للعشماوي على طول هو والخبر بتاعه... من سيهاتفني يا رضى معلقاً على مقالتي قبل النشر، إما قادحاً: "كنتَ استلفت ملح من جيرانكم إزا ما كانش عندك ملح تحطه على مقالة النهارده"، أو مادحاً: "أيوه كده اعدل لي دماغي، بحبك يا وشيحي وأنت برازيلي ترقّص الكلمات والجمل على الكتف والصدر، بحب السامبا"...

ياه يا رضى، يااااه، كم هو مؤلم فراق الأحبة، الفوضويين منهم تحديداً... عزاؤنا الحار ليوسف وأشقائه ووالدته، ولكل أهلك ومحبيك وما أكثرهم، ولزملائك في كل وسائل الإعلام التي تنقلت بينها... وها أناذا أكتب "رضى" بالألف المقصورة كما تريدها أنت، لا الممدودة كما كنا نغيظك.

آلمتنا يا رجل... فإلى جنات الخلد أبا يوسف.

back to top