قال لي بحرقة... هل التعاون بين الحكومة والمجلس مستحيل؟
قلت: لا... قال: فلماذا إذاً لا نراه على أرض الواقع؟ وإلى متى سيستمر هذا الصراع، وإلى متى سيتحمل البلد هذه التجاذبات؟ والصراعات السياسية التي لا نعرف لها هدفاً ولا غاية؟ إلى متى نرى الكويت في ذيل قائمة الدول الخليجية بعد أن كنا في مقدمتها؟قلت: هناك أسباب عديدة سأحاول أن أذكر بعضها لعل الصورة تتضح لك.أول هذه الأسباب هو الفهم الخاطئ للممارسة البرلمانية لدى بعض الأعضاء، بل وكثير من الناخبين، فهم يظنون أن الصراع بين السلطتين أمر حتمي وواجب، وأن التعاون بين السلطتين هو تهاون من جانب البرلمان، وتواطؤ على الشعب ومصالحه، وأن النائب الحقيقي هو الذي يصارع الوزراء ويناطحهم ويهددهم ويفتش عن أخطائهم، بل يذهب بعضهم إلى تحريم الثناء على أي مسؤول في الدولة، فالعمل الصالح هو واجب لا يحتاج إلى شكر ولا ثناء.فأما السبب الثاني فيتمثل في قصور أعضاء السلطة التنفيذية على تسويق خططه المستقبلية وبرنامجه للناس أولاً، ثم لأعضاء السلطة التشريعية، وشرح النتائج المتوقعة والفوائد التي ستعود على الناس من سرعة إنجازها، بل ثبت العكس تماماً في بعض ممارسات المسؤولين في الدولة والذين مازالوا يمارسون عملية إعاقة تنفيذ خطط الدولة وبرامج الحكومة، ويعملون في اتجاه معاكس لها، وينفذون أجندات لا علاقة لها بها على مرأى ومسمع مجلس الوزراء دون أن يتخذ تجاههم أي إجراء رادع.وأما السبب الثالث فيتمثل في عدم وجود تحرك حكومي سريع لحل المشكلات الكبيرة والتحديات المزمنة، كالرياضة، والمرور، والجامعة، والإسكان والصحة، مما أتاح للبعض الفرصة للعب على أوتارها، والتكسب على حسابها.والسبب الرابع هو عدم وجود قنوات دائمة ومنظمة للتواصل والحوار الجاد والمستمر مع قوى البرلمان المختلفة ومحاولة الاتفاق معها على برنامج مشترك ينقل العمل السياسي في الكويت إلى آفاق الإنجاز وتحقيق طموحات المواطنين والنهوض بالاقتصاد الوطني، وتطوير المؤسسات العامة وإصلاح الخلل الإداري فيها.
أخر كلام
كلمة راس: هل التعاون بين الحكومة والمجلس مستحيل؟
23-04-2012