دمشق: استقبال باريس لسفير «الائتلاف» عمل عدائي

اتهم نظام الرئيس بشار الأسد أمس فرنسا باتخاذ موقف «عدائي» تجاهها غداة إعلان باريس انها ستستقبل سفيرا لـ»الائتلاف السوري» المعارض، في حين تواصلت المعارك في جميع مناطق سورية خصوصا في جنوب دمشق.

ومن طهران حيث عقد ما اسمته السلطات الإيرانية مؤتمر «الحوار الوطني»، قال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر إن «فرنسا تتصرف وكأنها امة معادية (...) وكأنها تريد العودة الى فترة احتلالها لسورية»، في اشارة الى مرحلة الانتداب الفرنسي في القرن الماضي.

واعتبر حيدر أن فرنسا «تريد أن تتحدث باسم الشعب السوري، غير أن الشعب لا يوليها أي أهمية»، مشيرا الى أنه لم تدع الى اجتماع طهران سوى «الحركات التي تقبل الحوار» مع النظام. ولم يحضر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» الذي ابصر النور الاحد الماضي في الدوحة هذا الاجتماع، وهو يرفض اي حوار مع النظام قبل تنحي الاسد.

واتهم نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الحاضر ايضا في مؤتمر طهران، فرنسا بـ»السعي الى اضفاء الشرعية على تقديم السلاح الى الائتلاف الذي يرفض حل الازمة عبر الحوار». وفي افتتاح اجتماع طهران، قال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي إن «بعض (الدول) تنوي ارسال اسلحة ثقيلة ونصف ثقيلة الى المعارضة»، محذرا من ان «مثل هذه القرارات ستشكل سابقة في العلاقات الدولية وستساهم في انتشار انعدام الامن وخطر الارهاب والعنف المنظم في المنطقة».

واعتبر صالحي ان هذه الدول «تبحث عن اضفاء الشرعية رسميا عما سبق ان فعلته في الخفاء»، منددا «بتدخل واضح في شؤون بلد مستقل».

وشدد الوزير الإيراني على أن «الاقليات المذهبية والسياسية والمفكرين والنخبة ومختلف التيارات السياسية السورية تشارك في مؤتمر الحوار الوطني»، مضيفاً أن «اغلبية المشاركين في مؤتمر طهران هم من المعارضين للنظام السوري»، مؤكدا ان «اقامة مؤتمر للمعارضة والنظام السوري هي مبادرة جديدة تتبعها ايران، في حين ان مؤتمرات عديدة اقيمت بشأن سورية الا انها لم تصل الى النتيجة المطلوبة».

وهاجم «الائتلاف الوطني» معتبراً أن «المعارضة السورية المقيمة في الخارج لم تتمكن من تحقيق اهداف الشعب السوري، لأنها تتبع اهدافاً انانية».

واشار الى أنه لدى إيران «اقتراحات ديمقراطية في ما يتعلق بسورية، وان الشعب السوري بإمكانه ان يحدد مصيره من خلال اجراء الانتخابات، كما ان على النظام السوري ان يلبي المطالب الشعبية»، وذلك في اشارة الى أن الرئيس السوري سيستمر في منصبه حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2014.

الأوضاع الميدانية

ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حيي العسالي والحجر الاسود في جنوب دمشق، تزامنا مع «قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها». من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان «ارهابيين اطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزة» في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية. وكان المرصد افاد صباحا عن انفجار لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86، بعد انفجار عبوة ناسفة منتصف ليل السبت ـ الاحد في الحي استهدفت كشكا تجاريا صغيرا. كما اشار المرصد الى قصف على حرستا والحجيرة والسيدة زينب في ريف دمشق الذي يشهد تصاعدا في العمليات العسكرية في الفترة الماضية.

وفي مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من اربعة اشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية، بحسب المرصد. وفي ريف حلب، اشار المرصد الى وقوع اشتباكات عنيفة في محيط الفوج 46 في الريف الغربي، وهو قاعدة استراتيجية تقوم من خلالها مدفعية القوات النظامية بقصف المناطق المحيطة بها، ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اكثر من شهر السيطرة عليها.

الجولان

الى ذلك، اعلن الجيش الإسرائيلي أن المدفعية الإسرائيلية اطلقت أمس النار على الأراضي السورية ردا على اطلاق نار استهدف آلية عسكرية إسرائيلية في الجولان المحتل لم يسفر عن أي اصابات.

وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: «جرى اطلاق نار على جنودنا في المنطقة الوسطى من الجولان»، موضحة ان اطلاق النار هذا «اصاب آلية»، واضافت ان «الجنود (الإسرائيليين) ردوا بقصف مدفعي باتجاه مصدر النيران (...) وسجلت اصابة مباشرة»، بدون ان تضيف اي تفاصيل.