على وقع المشهد السياسي والأمني المتصاعد، انشغل الوسط السياسي أمس بتقييم وتحليل خطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله، الذي صعّد مساء أمس الأول مواقف قوى «8 آذار» باتجاه قوى «14 آذار»، متهماً «بعض مسيحيي 14 آذار بالسعي إلى الفتنة السنية- الشيعية»، ومشترطاً للبحث في الوضع الحكومي العودة إلى الحوار، رافضاً الاعتراف بوجود أي شيء يسمى حكومة حيادية أو حكومة تكنوقراط.

Ad

ولاقى نصرالله أمس رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، الذي التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في إطار استئناف الأخير مشاوراته لعقد طاولة الحوار في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

وأكد عون أنَّ «الحكومة لن تسقط تحت الضغط، والوضع ليس عاطلاً، والوضع مستقر رغم بعض الحوادث»، وقال: «نصف البلد لا يريد مشاورات، ونحن لسنا تعبانين، بل نحن مرتاحون، لأنَّ الحكومة بدأت بالإنتاج. الحكومة بدأت إنتاجها عندما بدأت بإنفاق الاعتمادات المالية وإقرار هيئة النفط، واليوم يتم استكمال التعيينات الإدارية، ونعتبر أن هذا الموضوع سيستمر».

وأضاف: «اليوم هناك ضرورة إلى الحوار، لأنه إن لم يكن هناك حوار فبماذا نحلها هل بالسلاح؟».

إلى ذلك، علَّق عضو كتلة «المستقبل» النائب عمَّار حوري أمس على خطاب نصرالله، بالقول: «إذا قارنّا بين صورة نصرالله التي رفعت في عام 2006 (في إشارة إلى ما بعد حرب يوليو 2006) واليوم، نرى أنَّ هذه الصورة اهتزت والسيد نصرالله حاول أن يقول بالأمس (الأول) أمرين، الأول إن بعض مسيحيي 14 آذار يحاول إغراق البلد والثاني أن حكومته باقية، ونحن نقول إنه إن كان يحاول فتح دفاتر قديمة فيمكننا فتح دفاتر «حزب الله» القديمة».

وأضاف: «من قمة المفاجأة قول نصرالله إنه من كرم أخلاقه الجلوس معنا على طاولة الحوار، ونحن نقول له من كرم أخلاقنا أننا جلسنا مع متهمين في اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وللأسف بالأمس أسقط السيد نصرالله آخر ورقة لإمكانية الحوار».

قهوجي

أمنياً، يواصل الجيش اللبناني مهامه في ضبط الوضع في صيدا، يواكبه في ذلك سلسلة مواقف دعت إلى إجهاض الفتنة مهما كان الثمن، من أجل حماية الاستقرار من التوتر السياسي والمذهبي. وزار المدينة العماد جان قهوجي الذي تجول فيها وتفقد وضعها الميداني. وحذر قهوجي أمام الضباط والعسكريين من خطورة الأوضاع في لبنان، في ضوء تنقل الحوادث الأمنية من منطقة إلى أخرى، وإمكان استمرارها ربطاً بالأوضاع الإقليمية المتوترة حولنا، مؤكداً أن «الجيش سيكون بالمرصاد، كما فعل في طرابلس وبيروت، حين حاول البعض القفز فوق الخطوط الحمر، والمس بالسلم الأهلي، وأي محاولة من هذا القبيل ستقابل بشدة وبحزم».

وإذ دعا العسكريين إلى «التنبه والحذر من الأفخاخ التي تنصب في عدد من المناطق، من أجل الإيقاع بين الجيش وأهله»، شدد قهوجي على ضرورة «الاستعداد لمواجهة المخططات التي توضع لإشعال الفتنة في لبنان».

وأضاف: «الجيش يعرف تماماً حساسية الوضع في عاصمة الجنوب ومحيطها»، مشيراً إلى أن «لكل منطقة في لبنان وضعها الخاص الذي يتعامل معه الجيش بروية وحكمة من دون تهاون، لكنه سيقمع بالقوة ومن دون تردد أي محاولة ومن أي فريق، داخلياً كان أم خارجياً، لتحويل صيدا إلى ساحة حرب مشتعلة».

في سياق منفصل، أصدر القاضي حاتم ماضي أمس مذكرة بحث وتحرّ بحق عبداللطيف فنيش، شقيق وزير «حزب الله» في الحكومة محمد فنيش، وفؤاد أحمد وهبة في ملف الأدوية الفاسدة.