لاتزال كل الأنظار شاخصة إلى الحدود السورية - التركية، بعد الحادث الذي وقع مساء أمس الأول، والذي أدى إلى مقتل خمسة مواطنين أتراك بينهم أم وثلاثة من أطفالها.

Ad

وقصفت القوات التركية منذ مساء أمس الأول وطوال أمس "أهدافاً سورية"، مستهدفة بشكل خاص منطقة موقع تل أبيض الحدودي، وخصوصاً مواقع القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في رسم الغزال، حسبما أعلن مصدر أمني تركي.

وأكد المصدر لوكالة فرانس برس أن القصف التركي توقف مساء أمس، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الرد العسكري التركي أسفر عن مقتل "العديد من الجنود السوريين".

وحصلت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان أمس على تفويض من البرلمان لشن عملية عسكرية في الأراضي السورية، "إذا اقتضت الحاجة"، ما سيسمح لها بتحريك الجيش، حسب تقديراتها دون العودة مجدداً إلى البرلمان.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتالاي، بعد التصويت في البرلمان: "هذا التفويض ليس تفويضاً بشن حرب، بل أداة بيدنا نستخدمها عند الحاجة لحماية مصالح تركيا وفقاً للتطورات المحتملة في المستقبل"، مؤكداً أن "الجانب السوري أقر بما قام به، واعتذر عن ذلك بواسطة الأمم المتحدة، وأكد عدم تكرار مثل تلك الحادثة".

ولم يصدر أي بيان عن السلطات السورية حتى مساء أمس باستثناء تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء/الخميس، قدم خلالها تعازيه باسم الحكومة السورية إلى "عائلات الضحايا وإلى الشعب التركي"، داعياً إلى "التصرف بحكمة وعقلانية ومسؤولية في مثل تلك الحوادث الحدودية، خاصة على الحدود السورية - التركية، لوجود مجموعات مسلحة غير منضبطة تنتشر على الحدود، ولها أجندات وهويات مختلفة".

وفي نيويورك، حيث واصل أعضاء مجلس الأمن مشاوراتهم بشأن إصدار بيان تعليقاً على الحادث، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه حيال تصعيد التوتر على الحدود"، مطالباً "جميع الأطراف المعنية" بـ"التحلي بأقصى درجات ضبط النفس".

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دمشق إلى الإعلان رسمياً أن الحادث على حدود تركيا لن يتكرر، واصفاً ما جرى بأنه "حادث مأساوي".

أما إيران فقد دعت إلى ضبط النفس، لكنها أشارت إلى "ضرورة اهتمام الطرفين بموضوع المجموعات المتطرفة والإرهابية والمجموعات المسلّحة غير المسؤولة الموجودة فی المنطقة".  ودانت الجامعة العربية ومصر القصف السوري، بينما جدد الاتحاد الأوروبي وواشنطن دعوتهما الأسد إلى التنحي، معربين عن تضامنهما مع أنقرة.

(أنقرة، دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)