كيف يمكن هضم تصريحات النائبين خالد السلطان ووليد الطبطبائي عن خطف المواطن عصام الحوطي في لبنان، وهل تحتاج عائلة المخطوف الغارقة في همها وقلقها على مصيره المجهول أو نحن ومعظم أهل الكويت إلى مثل تلك التصريحات الفجة الخرقاء التي تغيب عنها أبسط أصول اللياقة السياسية، وتتفجر بكم هائل من الكراهية والاحتقار نحو الشيعة، أينما كانوا، وتزخر بعبارات استغلال مأساة أهل المخطوف للتكسب السياسي! وهل وصلنا اليوم إلى هذا الدرك من الإسفاف والمضاربة في مشاعر الآخرين بغرض تحقيق انتصارات طائفية خرقاء، تطعن عميقاً في خاصرة الوطن ومستقبل وحدته... هل هذا يتم من أجل  كرسي النيابة البائس، أم من أجل استكمال الفصول الأخيرة من معركة صفين! أو القفز إلى خندق آخر في حروب العثمانيين مع الصفويين. بأي يحق يتهم الطبطبائي الوزير د. فاضل صفر بالعمالة لحزب الله اللبناني، كي يملي عليه السعي للإفراج عن المخطوف الحوطي وإلا فعلى رئيس الوزراء طرده من الوزارة... "عاد هذي حجي" يصدر عن نائب يمثل كل الأمة! أنا واحد من هذه الأمة لا يشرفني أن يمثلني في المجلس السيد وليد الطبطبائي، ولا صنوه ابن عمي خالد سلطان العيسى. والأخير، يصدق عليه قول العرب "شر البلية ما يضحك" ودعوته إلى تسفير (طرد) كل اللبنانيين الذين لهم "علاقة" من الكويت ما لم يتم الإفراج عن  الحوطي... هي البلية المضحكة حتى البكاء! مزايدة "بو وليد" هي النكتة التي تضحك قهراً من شدة وقع هبلها السياسي، خوش حجي يا ابن العم... نلغي إقامات اللبنانيين (أصحاب العلاقة وإلا من يكون غيرهم) الشيعة ونطردهم، نحن أمراء الكفالات والإقامات للعرب وغير العرب الذين بنوا هذه الديرة بشقائهم وكدهم، ونهددهم بمصدر أرزاقهم، لأن حفنة مجرمين خطفت مواطناً كويتياً...! إذا لم تكن هذه النازية تطل علينا بوجهها الخليجي الطائفي الجديد، المتخفي خلف اللحى الطويلة... وإلا فكيف تكون النازية! عصابة خطفت مواطناً كويتياً، والنائب خالد يطالب بطرد كل اللبنانيين من "أصحاب العلاقة"! ببساطة، أصبح  أبو الوليد "دبلوماسياً" حذقاً، فهو لم يعمم بالتهدديد بالطرد  كل إخواننا اللبنانيين، بل تحديداً "أصحاب العلاقة"... أي علاقة؟ لم ينور خالد المحكمة... لكني أتصور أنه يقصد اللبنانيين الشيعة... يحيا يحيا العدل... كل كلامك سنع بسنع... حفنة خاطفين ارتكبت جريمة خطف في لبنان، وتدعو أنت إلى طرد كل الشيعة اللبنانيين من الكويت... لماذا لا نلزم الشيعة اللبنانيين - وحتى شيعة الكويت - وضع شارات على أكتافهم، وكذلك أن يضعوا قبعات طويلة على رؤوسهم حتى يمكن أن نميزهم عن غيرهم  في الأماكن العامة... ولنا أن نضطهدهم كما نشاء بعد "النياشين" التي تميزهم... بالمناسبة كانت تلك ممارسات أوروبا مع اليهود أيام الحروب الدينية ومحاكم التفتيش وقبل عصر التنوير، ثم تبنتها بعد قرون الدولة النازية الألمانية مع يهودها والدول التي احتلتها... فهل هذا ما تريدونه في النهاية؟... وهل هكذا تفهمون "ولا تزر وازرة وزر أخرى"؟... هاي هتلر... هاي مشايخ الكويت...!
Ad