ورد في الأثر قول الله لسيدنا داود "أنت تريد وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد، كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد، أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد".
فحتى تكون ما تشاء ليكن مرادك وفق ما يريده الله لك، لأنك لا يمكنك أن تخالف القوانين الكونية التي سنها الله في الكون وتتصرف حسبما تريده أنت، ثم تأتي وتقول الناس كلها ضدي.في العمل ترى الكل يحملك فوق طاقتك، والمشاكل تنهال عليك من كل اتجاه، وتشعر حينها أنك إنسان يائس- وفي لهجتنا "كل ما طقها عوية"- والسبب يعود لأنك تسير عكس التيار وعكس القوانين المنوطة بالاتباع وتجدف بالاتجاه الخطأ وتطير خارج السرب وهذا حتما سيقود حياتك كلها إلى التدهور والفوضى العارمة.من بين ما شاهدته في الأيام القليلة التي أعيشها وسط جنان الدنيا، جلست أتأمل في ما حولي من الطبيعة وألوانها الخلابة التي تتزين بها معالم تلك البلاد بحيث ترى المياه تتفجر من كل جانب بين الصخور بإرادة من الله دون تدخل بشر كي تغذي الأرض فتكسوها حلة خضراء باختلاف درجات ألوانها في الوديان وعلى الجبال.ورغم الثلوج التي تحرق الأخضر فإن المساحات الخضراء تعود مع تبدل الفصول لترتدي لباسها الأخضر، إذ إنها تسير وفق قانون ونظام سيّره الخالق لها لا تحيد عنه ولا تزيغ.وكذلك الحال مع من يعيش حولها؛ بحيث سخروا هذه الطبيعة كي تخدمهم، وفي الوقت نفسه اعتنوا بها كي يستفيدوا ويفيدوا، فهم يقومون بما يريدون من استمتاع بهذه الدنيا إلا أنه وفق القانون المسير لهم، بل إنهم يعينون بعضهم بعضا على الالتزام بتطبيق تلك القوانين كي يعيش الكل بسلام.. لذا فاختر لنفسك عيشة هنيئة، والتزم بالقوانين الكونية التي خطها رب البرية.
مقالات
كن ما تشاء؟!
12-05-2012