لبنان: اشتباكات في بيروت وطرابلس... والجيش يرد بحزم

نشر في 23-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 23-10-2012 | 00:01
No Image Caption
• مقتل فلسطيني في بيروت و4 لبنانيين في طرابلس • جنبلاط لن ينسحب من حكومة ميقاتي

لا تزال الفوضى المفتوحة على كل الاحتمالات هي المسيطرة على المشهد السياسي اللبناني، بعد اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن. وقد اندلعت أمس اشتباكات في كل من طرابلس وبيروت، وقام الجيش بالرد بحزم متعهداً بالمحافظة على الأمن.

في سياق تداعيات اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن تواصل أمس قطع الطرق وانتشار المظاهر المسلحة وإطلاق النار والاعتداءات على المارة في العديد من المناطق.

ودارت اشتباكات منذ ليل الأحد ـ الاثنين ويوم أمس بين الجيش اللبناني ومسلحين في أحياء قصقص وطريق الجديدة في بيروت بعد بدء الجيش تنفيذ خطته الأمنية لإعادة فتح الطرقات المغلقة في العاصمة.

وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه "ظهر اليوم (الاثنين) أقدم المدعوان أحمد وعبد قويدر من التابعية الفلسطينية على إطلاق النار بالأسلحة الحربية الخفيفة باتجاه دورية تابعة للجيش في محلة قصقص، وقد ردّت عناصر الدورية على النار بالمثل، ما أدى إلى مقتل المدعو أحمد متأثراً بجراحه".

طرابلس

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن عمليات القنص مستمرة في مختلف محاور الاشتباكات التقليدية في طرابلس في شارع سورية بين التبانة وجبل محسن والاتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار في محلة التبانة، والحارة البرانية، وحارة السيدة، والبقار، والريفا، والشعراني، والمنكوبين والملولة، ما أسفر عن ارتفاع عدد القتلى الى أربعة وسقوط أكثر من 20 جريحاً، فيما شهدت سائر أحياء المدينة إطلاق رصاص في الهواء بين الحين والآخر تخلله بعض القذائف الصاروخية، في الوقت الذي بدأت فيه عناصر الجيش اللبناني في الانتشار في ساحة عبدالحميد كرامي وسط المدينة والشوارع الرئيسية.

وأكد عضو كتلة "المستقبل" محمد كبارة ان الأمن في مدينة طرابلس هو خط احمر، وطالب في بيان صادر عن اجتماع فاعليات طرابلس في منزله، الجيش والقوى الامنية بأن "تأخذ دورها كاملا في ضبط الامن ومنع الاخلال به، وتأمين كل وسائل العيش الآمن في المدينة، خصوصا عشية عيد الأضحى المبارك".

وأكد المجتمعون أن "أي خلل امني لا يخدم توجهات القوى السيادية"، مطالبين بـ"رحيل الحكومة وتشكيل حكومة انقاذية تحمي البلد"، كما طالبوا أبناء طرابلس بـ "التجاوب الكامل مع القوى الأمنية وضبط النفس لا سيما في هذه الظروف الامنية".

وعن الاعتصام امام منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قال كبارة: "الاعتصام سلمي ديمقراطي حضاري وتعبير من طلاب جامعات ومدارس، وهو امر مختلف عما يحصل في المدينة ولا يوجد لدينا علم عن عصيان مدني".

الجيش

إلى ذلك، تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي الافواج والوحدات العسكرية المنتشرة في العاصمة، وجاء في بيان عن قيادة الجيش أن قهوجي "اطلع على الإجراءات الأمنية المتخذة، وأعطى توجيهاته بوجوب التصدي للفتنة وعدم التساهل مع المخلين بالأمن الى أي جهة انتموا"، منوهاً بجهود العسكريين المضنية لإعادة ضبط الأمن والاستقرار، وداعياً اياهم الى بذل أقصى المستطاع للحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وحرية تنقلهم من مكان الى آخر.

وكانت قيادة الجيش اصدرت بيانا تحذيريا جاء فيه: "تناشد القيادة جميع القوى السياسية توخي الحذر في التعبير عن المواقف والآراء ومحاولات التجييش الشعبي، لأن مصير الوطن على المحك، وهي اذ تترك امر المعالجات السياسية للسلطة السياسية ولجميع القيادات السياسية على اختلافها، تؤكد تمسكها بدورها في قمع الإخلال بالأمن وفي حفظ السلم الأهلي، وعليه فإنها تدعو جميع المواطنين، على تنوع انتماءاتهم في مختلف المناطق اللبنانية، الى التحلي بأعلى درجات المسؤولية الوطنية في هذا الظرف العصيب، وعدم ترك الانفعالات تتحكم في الوضع، والمبادرة الى اخلاء الشوارع وفتح الطرق التي لا تزال مقطوعة".

وأضاف البيان: "تشدد قيادة الجيش على ان الامن خط احمر فعلا لا قولا، وكذلك استهداف المؤسسات الرسمية والتعدي على حرمة الاملاك العامة والخاصة، وتشير الى انها باشرت اتصالات رفيعة المستوى مع جميع المعنيين، وهي تتعامل مع الوضع الأمني بالحكمة وليس بالتراضي، مع ادراكها التام دقة الموقف والتجاذبات بين الفرقاء السياسيين وستكون لها تدابير حازمة، لاسيما في المناطق التي تشهد احتكاكات طائفية ومذهبية متصاعدة".

سليمان

في السياق، بحث رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع الرئيس نجيب ميقاتي في قصر بعبدا أمس عدداً من الأمور السياسية والامنية. واطلع سليمان ميقاتي على حصيلة اللقاءات التي قام بها مع الاقطاب السياسية حتى الآن. ولم يصدر أي موقف سياسي عن ميقاتي الذي تطالبه "قوى 14 آذار" بالاستقالة.

 كما عقد سليمان في قصر بعبدا اجتماعا مع سفراء الدول الخمس الكبرى والممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة ايريك بلامبلي، الذي جدد "دعم الحكومة لوضع حد للإفلات من العقاب نهائيا" مشددا على أن "أعضاء مجلس الامن يدعون الاطراف إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية".

وأكد السفراء وبلامبلي للرئيس سليمان دعم بلادهم والأمم المتحدة لـ"الجهود التي يقوم بها حاليا بالتشاور مع كل الاطراف"، معتبرين انه "يعود للاطراف اللبنانية الاتفاق على طريقة السير قدما. ومن المهم ان يتم ذلك من خلال مسار سياسي سلمي واستمرارية المؤسسات والحفاظ على الامن والاستقرار والعدل في لبنان وسنقف الى جانب لبنان".

 جنبلاط

إلى ذلك، اعتبر رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط أن "التحامل على الحكومة جملةً وتفصيلاً، رغم الجرح الكبير، وربط كل المواقف المستقبلية بالاستقالة المسبقة للحكومة، من شأنه أن يعرض البلاد للاهتزاز والسقوط مجدداً في الفخ الذي يريده النظام السوري وهو إدخال لبنان في الفراغ".

وتابع بأن "الحزب التقدمي الاشتراكي، إذ يؤكد التزامه التام بالسلم الأهلي كخط أحمر لا يجوز تجاوزه، يجدد استعداده للمشاركة في تأليف حكومة جديدة تكون حكومة شراكة وطنية لإنقاذ البلاد من الوضع الراهن شرط حصول توافق جماعي محلي وإقليمي، إلا أنه يحذر من أي مغامرات غير محسوبة النتائج ترمي البلاد في المجهول، ويدعو إلى عدم تحميل الحكومة ورئيسها أكثر مما تحتمل، قياساً الى تجارب سابقة مرّ فيها لبنان بأحداث مشابهة ووقعت فيها اغتيالات عديدة. أما بعض المزايدات السياسية التي تطالب جبهة النضال الوطني بسحب وزرائها من الحكومة فهي لا تصب في مصلحة حماية البلاد من الوقوع في الفراغ والمجهول".

back to top