لاتزال عاصمة الشمال طرابلس تلملم جثث أبنائها بعد معارك طاحنة مساء أمس الأول امتدت حتى فجر امس. وفي حين ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الاشتباكات الى 11 قتيلاً، ساد الهدوء الحذر مختلف محاور القتال أمس، وتخلله بين الحين والآخر بعض اصوات الطلقات النارية في وقت نفذت وحدات الجيش اللبناني انتشارا عند الخط الفاصل بين منطقتي التبانة وجبل محسن.

Ad

واستدعت الأوضاع المتوترة في طرابلس قطع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارته الى ايطاليا وعودته صباح امس لمتابعة التطورات الامنية. وعقد ميقاتي سلسلة من الاجتماعات في السراي الحكومي لمعالجة الأوضاع الامنية، والبحث في الاجراءات المتخذة  كما أجرى اتصالات تشاورية مع فاعليات طرابلسية وشمالية.

واطلع ميقاتي من قائد الجيش العماد جان قهوجي على التدابير التي يتخذها الجيش في المدينة، والتقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ثم عقد اجتماعاً ضم وزير الداخلية والبلديات مروان شربل واللواء ريفي، حيث تقرر أنّ يتوجّه الوزير شربل الى طرابلس لترؤس اجتماع لمجلس الأمن الفرعي في المدينة.

كذلك أجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان، الموجود في اليونان وتشاورا في التطورات، وتقرر أن يوجه الرئيس ميقاتي، بصفته نائب رئيس مجلس الدفاع الأعلى، الدعوة الى المجلس للانعقاد عند العاشرة من قبل ظهر غد في القصر الجمهوري في بعبدا، لبحث الأوضاع في طرابلس.

وجدد ميقاتي تأكيد أن «الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية يقومان بواجبهما كاملاً في ضبط الوضع في طرابلس ومنع الاخلال بالأمن». وقال إنّ «الحكومة ماضية في اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على السلم الأهلي وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر، إلا أنّ هذه المهمة الوطنية تحتاج، نظراً للظروف الراهنة، الى تعاون جميع القيادات اللبنانية التي عليها ان تترفع عن الاعتبارات الذاتية والحسابات الضيقة وتقدم مصلحة الوطن فوق كل المصالح».

وشدد على أنّ «استهداف الاجهزة الامنية بالحملات السياسيّة له مردود سلبي، لأن ما من دولة يمكن ان تقوم إذا كانت قواها الامنية مستهدفة بقصد تعطيلها».

لقاء «المستقبل» - «الاشتراكي»

في سياق منفصل، لبى رئيس كتلة «المستقبل» النيابيّة الرئيس فؤاد السنيورة مساء أمس الأول دعوة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط إلى مائدة عشاء في قصر المختارة، وحضر المأدبة إلى جانب السنيورة النائب أحمد فتفت، والوزير السابق محمد شطح ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، وحضر أيضاً وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، وأمين السر العام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر.