تفوّق رومني في المناظرة الأولى يربك معسكر أوباما
مستشار الرئيس يعترف بـ «الأداء» القوي للمرشح الجمهوري
أنهى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني لمصلحته المناظرة الأولى من أصل ثلاث، التي جمعته أمس فجراً بالرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما، بعد فشل الأخير في الدفاع عن برنامجه الاقتصادي أمام هجمات خصمه، حتى أنه بدا مرتبكاً وغير مهيأ بشكل جيد أحياناً في أجوبته.وتحدث الرئيس فترة تزيد أربع دقائق عن رومني، لكن ما لم يقله أوباما هو الذي حدد طبيعة المناظرة، وساعد على جعلها في مصلحة منافسه، فلم يشر أوباما إلى عمل رومني في "بين كابيتال"، شركة الاستثمار المباشر، التي كانت مهمتها إرسال آلاف الوظائف إلى الخارج، وتجنب انتقاد رومني بشأن عزوف الأخير عن إعلان سجله الضريبي طوال عامين.
لكن أكثر ما أثار الدهشة في ما يتعلق بما تجنب أوباما التحدث عنه، هو عدم نطق عبارة ظلت تهيمن على الحملة الانتخابية خلال الأسبوعين الماضيين، وهي عبارة "47 في المئة"، وهي نسبة الأميركيين الذين تحدث عنهم رومني خلال مناسبة خاصة لجمع التبرعات، والتي تم تصويرها بالفيديو سراً في مايو الماضي، عندما قال إنهم "ضحايا"، ويعتمدون على إعانات الحكومة، ومن غير المرجح أن ينتخبوه.إلى ذلك، اعترف كبير مستشاري الرئيس الأميركي ديفيد أكسلرود بأن رومني أبلى بلاءً حسناً في أول مناظرة، قائلاً: "لقد قدم بالفعل أداءً قوياً، لكن هذا هو كل ما قدمه، أداء".وقال أكسلرود إن "الشعب الأميركي يريد الحقيقة الصادقة عن مسار البلاد في المستقبل، وكيف نعيد بناء هذا الاقتصاد، وكيف نعيد بناء الطبقة الوسطى، وهذا ما فعله الرئيس أوباما، أعتقد أن الناس تحترم ذلك".واتهم أكسلرود رومني بعدم تقديم تفاصيل عن مجموعة من السياسات المهمة: كيف سيقضي على التخفيضات الضريبية لتعويض التخفيضات الشاملة في معدلات ضريبة الدخل، وكيف سيستبدل برنامج أوباما المهم لإصلاح الرعاية الصحية، وكيف سيغير إصلاحات ما بعد الأزمة بالنسبة إلى القطاع المالي". ومن ناحية لغة الجسد قالت جانين درايفر، خبيرة لغة الجسد ومؤلفة كتاب "لن تستطيع أن تكذب علي": "في ما يتعلق بلغة الجسد فإن ميت رومني هو المتقدم".وذكرت درايفر أن رأس أوباما ظل مائلاً للجانب بدلاً من أن يكون مرتفعاً للأعلى، ما يظهر ثقة أقل بالنفس، بينما كان رأس رومني "قائماً"، وكانت عيناه تركزان إما على الرئيس أو على مدير المناظرة، مضيفة أن هذا تطور بالنسبة إلى رومني، لأنه كان يميل دائماً إلى أن يجول ببصره بين اتجاهات مختلفة.من جهة أخرى، وقبيل بدء المناظرة أخبرت آن رومني، زوجة المرشح الجمهوري محطة "سي أن أن"، أنه "عندما يصعد إلى المسرح، أول ما يفعله هو خلع ساعة يده ووضعها على الطاولة، ثم كتابة كلمة بابا".وأضافت: "هذا مذهل لأنه يحب والده ويحترمه، ويريد أن يفتخر والده بكل ما يفعله".في المقابل، أسرت السيدة الأميركية الأولى ميشال أوباما، لـ"سي أن أن" أيضاً، بأن فكرة تمضية أمسية الذكرى العشرين لزواجها وهي تتابع المناظرة التلفزيونية بين زوجها ومنافسه لا تسعدها بتاتاً.(واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)