فرنسا... و للأسد نصيب الأسد

نشر في 09-05-2012
آخر تحديث 09-05-2012 | 00:01
No Image Caption
 د. ندى سليمان المطوع بعد نجاح ساركوزي في إقامة علاقات متينة مع بلدان الخليج واتخاذ مواقف واضحة تجاه إيران، في اعتقادي، أن السياسة الفرنسية تجاه منطقة الخليج بعد فوز هولاند ستسير طبقاً للأولويات نفسها؛ النفط، وإيران، وبالشراكة الاستراتيجية والاقتصادية.

كيف نقرأ نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟... وهل تعيد فرنسا ترتيب أوراقها الاقتصادية الأوروبية؟... وماذا عن علاقتها بالدول العربية؟... أقول ذلك بعدما اختارت فرنسا أن تتجه إلى اليسار قبل يومين باختيارها فرانسوا هولاند ليصبح ثاني رئيس اشتراكي في الجمهورية الفرنسية الخامسة.

واحتفل المعسكر الاشتراكي بالفوز وسط شعار "الفرنسيون اختاروا التغيير"، وانتهت حقبة سيطرة اليمين على "الإليزيه" بعد أن تخطت المشاركة الـ80% وحصل هولاند على أكثر من 51%، وبذلك يصبح ساركوزي ثاني رئيس يهزم في محاولته تجديد ولايته بعد أن هزم جسكار ديستان عام 1981.

وانتهزت الصحف الفرنسية الفرصة للمقارنة بين شعارات الرؤساء، فالشعار الذي رفعه ساركوزي عام 2007 هو "إصلاح فرنسا"، وشعار هولاند هو "التغيير"، وفي هذا السياق ذهب بعض الكتاب إلى تحليل شعبية ساركوزي وهولاند وعقد المقارنة بينهما، حتى إن البعض رجح انخفاض شعبية ساركوزي إلى طلاقه من زوجته، وزواجه من عارضة الأزياء كارلا بروني مما أعطى الفرنسيين الانطباع بأنه يسعى وراء متعته الشخصية... أما ارتفاع شعبية هولاند فيعزوها البعض إلى أنه ابن الريف الشعبي.

أما الصحف العربية، فكان لموضوع الربيع العربي وسورية والأسد "نصيب الأسد"، بدءاً بخطاب ساركوزي في الإليزيه سبتمبر الماضي الذي هيمن عليه الربيع العربي وانتهاءً بوصول هولاند وتسلمه التركة الثقيلة من العلاقات العربية.

في الماضي كانت أولوية الدبلوماسية الفرنسية تجاه العالم العربي هي المحافظة على الاستقرار، واليوم وبعد الربيع العربي وانتفاضة الشعوب، أصبحت فرنسا في تغيير دائم أمام تقلبات الأوضاع، مدفوعة بتغيير سياستها الخارجية تجاه المنطقة العربية وابتداع طريقة جديدة لإعادة رسم دبلوماسيتها، وإعادة ترتيب الأوراق السياسية والاقتصادية والتعامل مع المواضيع التي تنتظرها، وأبرزها في العالم العربي الوضع في سورية، وإدارة العلاقات مع حوض جنوب البحر المتوسط، والبحث عن مكان للدرع الصاروخية.

فهل ستنجح فرنسا في تنفيذ الشعارات التي تبنتها كحقوق الإنسان ودعم الإصلاح الديمقراطي وحقوق المرأة في الدول النامية؟

في اعتقادي وبعد نجاح ساركوزي في إقامة علاقات متينة مع بلدان الخليج واتخاذ مواقف واضحة تجاه إيران، ستستمر السياسة الفرنسية تجاه منطقة الخليج بعد فوز هولاند طبقاً للأولويات نفسها النفط وإيران وبالشراكة الاستراتيجية والاقتصادية... وللحديث بقية.

كلمة أخيرة

مازلت أعتقد أن أولوية قضايا المجلس والاتجاه نحو تهميش القضايا الحيوية والعزف على الأوتار الطائفية تسير بمسار لن يؤدي إلا إلى امتعاض الناخب واستيائه... وبانتظار استبدال البوصلة الطائفية التي تراهن على انقسام داخلي في المجتمع بأخرى تنموية!

back to top