الأغلبية الصامتة: احذروا قائد الأوركسترا
القوى الوطنية قليلة العدد كثيرة التنوع متعددة المشارب، تجمعها الأفكار والرؤى وليس صلات الدم، وعندما اجتمع الجميع ضد حكومة الفساد رحلوها خلف الشمس، هذا هو الدرس الذي لم يتعلمه محدثو الديمقراطية، ومن في قلوبهم مرض، ومدمنو الرأي الواحد «الكويت تتسع للجميع».
لم يمض حول كامل على ما جرى العام الماضي، فكل الأحداث أولها وآخرها منذ نوفمبر ما زالت طرية تسابق نفسها في تقديم نفسها على سلم نتائج العلّامة غوغل، يوم الأربعاء الموافق 5 نوفمبر 2011 في ساحة الإرادة، وتحت العنوان الكبير "الأمة تكشف الذمة" تراصت اليافطات السياسية جنباً إلى جنب "نهج، التحالف، التقدمي، المنبر" ليصبّ الخطباء حميمهم على الفساد والمفسدين، تحت راية واحدة، حتى رحلت الحكومة ومعها مجلس "الخزي والعار".لم يمض حول كامل والقوى الوطنية لم تتأخر عن ذاك الحراك الشعبي، ووجدت في بؤرة الأحداث رغم الأصوات النشاز التي حاولت تغييب وجودها الموثق بالصوت والصورة، ليس هذا فقط لقد تحولت الرصاصات الخمس التي أطلقتها كتلة العمل الوطني إلى مادة استهزاء لدى مكتشفي ساحة الإرادة بعد 2009، وذلك لأن الكبار من نواب أقلية 2009 لم يطلقوا أي إشارة إيجابية تبين "للصغار" أنه لولا تلك الرصاصات لما تحقق شعار "ارحل"، ولمن يقول تلك تصرفات فردية لا تحسبها علينا، ردي عليه في الفقرة التالية.هناك أوركسترا حربية أخذت التيار الوطني بكل مكوناته "بالجملة"، كتلة العمل الوطني تقول كذا، يتعرض المنبر الديمقراطي بأكمله للتخوين، أمين عام التحالف الوطني يوجد في ساحة قصر العدل بالقرب من ركن التيار التقدمي، وعبدالله النيباري يخترق الحلقات الشبابية يمر ويسلم ويجلس و"يتقهوى"، يخرج علينا جيفارات "تويتر" نائحين متباكين "وين" التيار الوطني؟ الله يرحم أيام الربعي والمنيس وكأنهم تقطعت أيديهم من الحبال التي شدوها والأخشاب التي نصبوها في حملاتهما الانتخابية رحمهما الله. هذه الأوركسترا أجدها تلتزم بشكل منضبط وكامل عندما يكون الحديث عن النائب الدكتور حسن جوهر مهما قال وفعل ضد أغلبية 2012!! لماذا؟ ما السر؟ لأن هناك قائداً واحداً للأوركسترا يريد دوما أن نكون تحت الأرض أو نقف خلفه مباشرة.الجديد اليوم هو "تفضل" ما يسمى بجبهة الدفاع عن الدستور بإمكانية إشراك المنبر والتحالف الوطني في تلك الجبهة؛ بعد أن أخذت كتلة الأغلبية المبطلة الحقيقة "كاش" في تجمع الإرادة الأخير، وهي أن النوع أهم بكثير من العدد، وهم أي الأغلبية المبطلة خليط محدود من النوع وكثرة العدد.أما القوى الوطنية فهي قليلة العدد كثيرة التنوع متعددة المشارب تجمعها الأفكار والرؤى وليس صلات الدم، وعندما اجتمع الجميع ضد حكومة الفساد رحلوها خلف الشمس، هذا هو الدرس الذي لم يتعلمه محدثو الديمقراطية، ومن في قلوبهم مرض، ومدمنو الرأي الواحد "الكويت تتسع للجميع".بخصوص هذه الدعوة لديّ رأي أوجهه إلى الإخوة في المنبر والتحالف متجاوزا خلافي معهم في مسألة الدوائر الانتخابية: اعلموا أنهم ما دعوكم إلا مرغمين كارهين، يفضلون لو أن هذا الأمر يتم دونكم، وقد حاولوا وفشلوا ولكن أين المفر؟ اتخذوا مواقفكم في هذه المرحلة بعيداً عن الإقصائيين مهما تقاطعت وتطابقت معهم، ففي النهاية لن تجدوا منهم غير التشكيك والإنكار.لقد صنعوا أوركستراهم الحربية الجديدة، وقسّموا ووزعوا عازفيهم ونافخي الأبواق وضاربي الطبول، ولم يتبق سوى مقعدين لعازفي آلة "المثلث"، ضربتم فيها قدر ما ضربتم فلن يسمعكم أحد ولن يراكم أحد حتى قائد الأوركسترا.