كيف تلقيتَ خبر وفاة عمار الشريعي؟

Ad

لم أصدق في بادئ الأمر، فقد شعرت بأن جزءًا مهماً من حياتي اختفى، لم يكن عمار مجرد ملحن يقدم لي ألحاناً لأغنيها، بل كان بمثابة أخ لي امتدت علاقتنا أكثر من 25 عاماً، توطدت خلالها العلاقة بين أسرتينا أيضاً.

غالباً ما زرته  في المستشفى للاطمئنان عليه ولم أتوقع يوماً أن يرحل، لكنه غاب وتركنا وحدنا في هذه الأيام الصعبة التي نعيشها، لذا صدمت عندما تلقيت خبر وفاته.

حدثنا عن تعاونكما الفني الذي أنتج أجمل الأغنيات.

عمار صاحب فضل عليّ في تقديم الأغاني، فقد  طلبني لغناء تتر أحد المسلسلات، وعندما  قررت الغناء بطريقتي المعتادة معتمداً على زخارف الصوت، نصحني بأن أهتم بتمثيل الكلمات بصوتي ليتخيّل المشاهد المواقف التي يتحدث عنها التتر، فطبقت نصيحته وغيرت طريقة غنائي، وحققنا نجاحاً سوياً.

من شارككما هذه النجاحات من الشعراء؟

الشاعر الكبير ورفيق الرحلة سيد حجاب، ومن بعده عبد الرحمن الأبنودي.

كيف تصف عمار الشريعي الإنسان؟

كان يتحلّى بصفتين متناقضتين تماماً، الأولى أنه عنيد بحكم طبيعته الصعيدية ما جعله يحقق ما وصل إليه رغم إصابته بالعمى منذ ولادته، فقد عاند الإعاقة ولقب بـ «عبد الوهاب عصره» من دون منازع، لذا يستحق تمثالا نظراً إلى فنه الرفيع وألحانه التي قدمها على مدار تاريخه. أما الصفة الثانية فهي تحليه بقلب حنون، وكثيرا ما كان يظهر ذلك وهو معنا.

هل أثرت مشاركته في ثورة 25  يناير على صحته؟

بالطبع،  لم يكن من المفترض أن يشارك عمار في التظاهرات لكنه أصرّ على النزول إلى ميدان التحرير والتأكيد أنه مع الثورة قلباً وقالباً، وكان صاحب موقف سياسي واضح وقوي، ومنذ ذلك الوقت تدهورت حالته الصحية، وعانى آلاماً في القلب والكليتين  حوالى سنتين حتى توفاه الله.

ألم يندم على تلحين أغنية «اخترناك» للرئيس المخلوع  حسني مبارك؟

لم يندم على أي شيء فعله، بما في ذلك تلحينه «اخترناك»، بل كان يتمسك بمواقفه في الأحوال كافة. أثناء الثورة توجه إلى الرئيس مبارك قائلا له إنه هو من لحن الأغنية، وطالبه بأن يستمع إلى الثوار ويتنحى. قبل الثورة بما يقارب السبع سنوات قرر عمار ألا يشارك في احتفالات أكتوبر، لذا لم يحزن على أي  شيء قدمه، وكان صاحب موقف واضح وقوي وصريح إزاء أي شخص ولو كان رئيس الجمهورية.

كيف تفسّر تقديمك ألبومين غنائيين للثورة؟

أردت الاحتفاء بالثورة والتعبير عن سعادتي بها. الأول «اصحى يناير» الذي أفسدت شركة «صوت القاهرة» توزيعه، والثاني «ضحكة وطن» من إنتاجي وتوزيعي، كذلك قدمت أغاني منفردة منها: جزءان من «ضحكة المساجين» أهديتهما إلى ثوار مصر وشهدائها، أغنية لجابر صلاح الشهير بـ «جيكا».

ماذا عن ألبومك «معلش»؟

قاربت على الانتهاء منه ولم يبق سوى تسجيل أغنية واحدة، وبما أنه رومنسي، أتريث في طرحه، فكيف لي أن أطرح أغاني رومنسية ويسقط شهداء كل يوم؟ عندما أرى أن الوقت بات مناسباً سأسجل الأغنية المتبقية وأطرح الألبوم.

لماذا تختار الأربعاء لإقامة حفلتك في ساقية الصاوي؟

حدث ذلك صدفة، عندما كنت أقدم مسرحاً، لم يكن لدي سوى يوم واحد للراحة هو الأربعاء، فقررت أن تكون حفلتي في هذا اليوم واستمريت على هذا المنوال ست سنوات ولم أغيره بعد ذلك، حتى توقيع ألبوماتي الجديدة يكون يوم الأربعاء.

كيف تقيّم حكم الإخوان اليوم؟

مصر كبيرة عليهم وهم يسيئون التصرف منذ لحظة توليهم الحكم، وأنا لم أخترهم في انتخابات الإعادة، إنما شطبت كلاً من شفيق ومرسي، واخترت حمدين صباحي. لن ينفرد الإخوان بالحكم  وسيثبت المصريون أن لديهم قدرة على تحديد مسارهم السياسي، انتهى زمن الخوف ولن تكون أي فرصة لحاكم مستبد، فإما أن يحكم بما يرضي الشعب ويكون رئيساً لكل المصريين وإما يخلعه الشعب.