يشهد الإعلام المصري المقروء والمسموع والمرئي حالة من التمزق بعد شهور من حكم الرئيس محمد مرسي، بين دعوات أنصار التيار الديني، لوقف ما اعتبروه سيطرة فلول النظام السابق على القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الخاصة، ودعوات أخرى لانتفاض العاملين باتحاد الإذاعة والتلفزيون الحكومي "ماسبيرو"، لمواجهة ما وصفوه بـ"أخونة" الإعلام، وتدخل وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود في اختيار الضيوف المنحازين لجماعة الإخوان.

Ad

ودخلت صحيفة "الأهرام" المملوكة للدولة على خط الأزمة، بعد أن عرفت التظاهرات والاحتجاجات طريقها إلى صالة التحرير، التي اعترض محرروها على السياسة التي انتهجتها الصحيفة لتغطية الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس في 22 نوفمبر الماضي، وما جلبه من اشتباكات ومصادمات، بدت فيها الصحيفة منحازة لوجهة نظر جماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة.

وبحسب قيادات صحافية بـ"الأهرام"، فإن رئيس التحرير عبدالناصر سلامة، الذي جاء لموقعه بناءً على اختيار لجنة من مجلس الشورى ذي الأغلبية الإخوانية، "لا يمكنه معارضة توجهات الإخوان خوفاً على منصبه"، وهو ما ينطبق على نقيب الصحافيين ممدوح الولي الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس مجلس إدارة "الأهرام".

مخاوف رؤساء التحرير من الخروج على سياسة الإخوان، تبدو لها ما يبررها، خصوصاً بعدما جرى لرئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" السابق، جمال عبدالرحيم، الذي جاء ورحل من منصبه بقرار من مجلس الشورى أيضاً، على خلفية نشره خبراً عن الجيش المصري اعتبرته قياداته "مُهيناً"، ورغم حصول الرجل على حكم قضائي بأحقية عودته إلى منصبه، فإن أغلبية الإخوان بالشورى رفضت تنفيذ الحكم.

في السياق، مازال الآلاف من أنصار المرشح الرئاسي المستبعد حازم أبوإسماعيل المعروفون باسم "حازمون" يحاصرون مدينة الإنتاج الإعلامي بضاحية "6 أكتوبر"، لليوم السادس على التوالي، فيما يشبه صورة جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي تحاول تخليص الإعلام من ضلالاته، مطالبين القنوات الفضائية الخاصة بالتوقف عن "معاداة المشروع الإسلامي".