مرافعة : إنهاء ندب الهويدي خطيئة!
![حسين العبدالله](https://www.aljarida.com/uploads/authors/233_1678300581.jpg)
وفي ظل انتظار اللجنة البرلمانية لرأي المجلس الاعلى للقضاء وتفهمها، وكان ذلك على لسان عضو اللجنة النائب محمد الدلال، يأتي وزير العدل لينهي ندب المستشار عادل الهويدي وكأنه يوصل رسالة لمجلس الأمة وربما للجنة الإيداعات البرلمانية من أن الهويدي مخطئ وتم إنهاء ندبه فإنهاء ندب الرجل في هذه الظروف التي تم تسليط الأضواء على الهويدي وحضوره للجنة التحقيق في المجلس، لا يفهم منه سوى ذلك وهو ذنب اقترفه الوزير ولم يكن مبررا أن يقوم به.وكان بمقدور الوزير أن يطلب من المستشار الهويدي أن يعتذر عن منصبه لا أن يصدر قرارا بإنهاء ندبه، وهو برأيي قرار لا يليق من الناحية الأدبية أن يصدر بحق مستشار، وفي ظل توقيت وظروف سياسية تم فيها تداول اسمه، فكان الأولى بالوزير أن ينتظر قرار المجلس الأعلى للقضاء بشأن طلب اللجنة البرلمانية بمثول المستشار عادل الهويدي أمامها، أما وأنه لم يفعل ذلك فبرأيي قد أخطأ مرتين، الأولى أنه أكد صحة الشبهات من أن لوزارة العدل دورا في قضية الإيداعات، وهو برأيي أمر عار من الصحة تماما ومجاف للحقيقة وكان يتعين على الوزير الدفاع عنه لعدم صحته، والثاني أنه أساء للمستشار عادل الهويدي بإنهاء ندبه بهذه الطريقة وبهذا التوقيت وهو أمر كان يتعين على الوزير تداركه لدواعي المصلحة العامة والحفاظ على سمعة القضاء ورجاله.أخيرا لست هنا مدافعا عن المستشار الهويدي ولا حتى مقاتلا بوجه الوزير الشهاب بل منتقد لسلوك الوزير بقراراته، وهو ما قد يتداوله العامة في سياق أحداث اللعبة السياسية التي تتجاذبها أطراف عدة في قضية الإيداعات المليونية، والتي يجب أن يكون القضاء طرف محايد فيها، وكان يتعين على الوزير ذاته أن يدرك تماما أن هناك من له حسابات قديمة ينتظر التوقيت المناسب حتى يتمكن من تصفيتها بطريقة لاغبار فيها فكيف الحال وهو من يفترض به أن يعلم بتلك النوايا السياسية!