«من رافق المصلين صلى»
![يوسف عوض العازمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1465597344280824900/1465597355000/1280x960.jpg)
ومن المهم للغاية على أي قيادي خصوصا إذا كان يشغل منصبا حساسا أن يكون جلساؤه من أصحاب الصفات الطيبة، وأن تكون بطانته صالحة تعينه على الحق، وعلى اتباع المصلحة العامة في قراراته، وتكون عونا له لاتباع الطريق الأمثل وسدا منيعا له ضد أي قرارات ضد المصلحة العامة.فالشجاعة في قول كلمة الحق أمام القيادي بتجرد من أي مصالح دنيوية ضرورة حتى تسير أمور القيادة بكل حكمة ويسر وسهولة، وإذا نظرنا إلى التاريخ فسنجد أن البطانة السيئة من أهم الأسباب التي أطاحت بالأمم السابقة، فهل نتذكر سقوط الدولة العباسية، وسقوط الأندلس. كم يؤلمني عندما أتذكر "عائشة الحرة" عندما نظرت إلى ولدها "أبي عبدالله الصغير" آخر أمراء الأندلس وهو يبكي، حتى صار البكاء عزاءه، بعد أن خلع عن الحكم، فقالت له "نعم... ابكِ، ابكِ كالنساء, ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه كالرجال"، فكانت هذه الدموع هي آخر عهد المسلمين بالأندلس.وفي دول الربيع العربي أجزم أن أهم الأسباب التي أطاحت بحكامها هي عدم وجود البطانة الصالحة لديهم، فجلساء زعيم تونس من أهل المنتجعات وشركات الاتصالات، وجلساء القذافي يخشون انتقاده في الأمور البسيطة, وزعيم الكنانة جلساؤه يهتمون بمناقصات الحديد والاستفادة من عمليات الخصخصة التي ظلم بها الشعب المصري، أما أهل اليمن فكان يشعر زعيمهم بأنه بحماية قبيلته، ولن يضره تهميشه لبقية أطياف أرض اليمن السعيد؛ لذلك ولأنها "عشرة مصلحة" أول من تخاذل عنه هم أكثرية من قبيلته، وسورية وطاغيتها والزمرة الفاسدة التي باتت تحكم باسمه أصبحت تأخذ أوامرها من إيران، وأصبح هو صورة في جهاز اتصال يفتح ويغلق بزر.اللهم احفظ بلدنا الكويت، بلد الأمن والأمان، واحفظ أميرنا ووالدنا من كل مكروه.