أيام البشّة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
في الزمن الجميل واكب المسرح السياسي الحركة السياسية والتغيرات التي طرأت عليها وكان الفنان العملاق سعد الفرج سيد المسرح السياسي في الكويت بلا منازع في ثلاثيته: ممثل الشعب ودقت الساعة وحامي الديار. وجميع هذه الأعمال كانت قبل عشرين سنة أي قبل الغزو العراقي للكويت. وبالتأكيد هناك علاقة ليس للغزو كحدث ولكن لاختلاف نمط الحياة السياسية والوعي بها في الزمنين. غياب المسرح السياسي عن الحياة السياسية، وهي الأكثر شبها بالمسرح منها بالحياة السياسية التي يترقبها المواطن ويعول عليها في بناء مستقبله والحفاظ على مستقبل أولاده، ترك الساحة الفنية فارغة تماما من أهم أدوات النقد. فالمسرح بشكل عام هو المقياس الحقيقي لمعرفة وعي أي شعب من الشعوب.ليس هذه مقارنة بين العمل المسرحي والأداء الكوميدي المنفرد فالعمل المسرحى يمتلك قدرة أكثر على التجسيد وهو ما يفتقده المؤدي الكوميدي ولكن ما يميز هذا الأخير هو قدرته على التأقلم مع المكان وبعده عن الرقابة ومواكبته للحدث اليومي وتناوله بشكل كوميدي كرد فعل مباشر وتعليق فني وثقافي سريع أكثر فعالية من التعليق الصحافي. والعمل الكوميدي المنفرد لا يحتاج الى تكاليف المسرح التي أهمها النص والجمهور وأقلها الإمكانيات المادية. الخطوة الأولى للعمل الكوميدي المنفرد هي أن يلتقي مجموعة من أصحاب الموهبة والقدرة على أداء هذا النوع من العمل الفني ويبدأوا بتجربة الأداء الكوميدي في نطاق ضيق ومكان غير جماهيري قبل الانتقال الى تشكيل ناد كوميدي ينتمي اليه الفنانون. وبالإمكان الاستفادة من خبرات فناني الغرب أمثال جيف دانهام ورسل بيترز وكاثي جريفين وغيرهم. ربما لن ينجح هذا النوع من الأداء الكوميدي مباشرة ولن يعيدنا بصورة سريعة لشخصيات مسرحية مؤثرة كشخصية "البشّة" في حامي الديار ولكنه سيستفيد كثيرا من نماذج أعضاء مجلسنا الحالي وربما القادم أيضا.