«المكتوب باين من عنوانه؟»

نشر في 02-11-2012
آخر تحديث 02-11-2012 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي الظاهر أن الرهان على استمرار مقاطعة الانتخابات مرهون بقدرة المعارضة على الصمود وعدم تفككها، فبعد أن صدر مرسوم الدعوة وأصبح نافذاً والعدول عنه مستحيل كما هي حال الرجوع عن قرار المقاطعة.

قرأت كغيري نية أحد المحامين الطعن بمرسوم "الصوت الواحد" أمام المحكمة الدستورية، ولا أعرف ما الحكمة من هذا الطعن؟ فماذا لو حصنت المحكمة هذا المرسوم؟ هل سيتراجع البعض ويشارك في الانتخابات تحت عنوان "لن نتركها لكم"؟ بعد مسيرة "كرامة وطن"؟

الكثير من الإخوة راهن على عدول الأغلبية عن رأيها بعكس رأيي تماماً، فبالنسبة إلي هكذا قرار لا يمكن التراجع عنه لما له من تبعات على مصداقية الكثير منهم عند الشارع الكويتي، وأن القضية قضية مبدأ، لاسيما بعد تأييد الكثير من المواطنين إعلان المقاطعة وبعد أن حققت المسيرة أهدافها!

الخاسر الأكبر من تعنت الآراء هم الناخبون الذين حرموا من فاكهة الاختيار، فالإحجام عن الترشح سيلقي بظلال الفشل على العرس الديمقراطي، كما أن انتخابات لا يجتمع عليها الشعب ولا تتنوع فيها الاختيارات لن يكتب لها النجاح، ولن يكون بمقدور المجلس القادم تحمل نقد الشارع، فمجلس 2009 أكبر شاهد على ذلك... فمن استطاع إسقاطه قادر على فعله مرة أخرى ناهيك عن أن العلاقة القادمة بين الشعب والمجلس القادم محكوم عليها بالشلل.

الإشكالية الوحيدة التي سيواجهها نواب الأغلبية والكتل السياسية من إعلان المقاطعة هي إمكانية نجاح الحكومة القادمة وقدرتها على ترجمة توجيهات سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، على أرض الواقع مسنودة بمجموعة من مراسيم الضرورة التي جاءت تتماشى مع توجهات ومطالبات تمناها الشارع لسنوات، والمعارضة تدرك ذلك جيداً، فهي إن تركت أمر المشاركة في المجلس القادم وتحققت تلك الوعود فستجد نفسها خارج التغطية، وعندها ستجد الحكومة ضالتها وسترمي كل التهم على المجلس بأنه سبب وقف حال البلد، كما أن قرار العدول عن المقاطعة والمشاركة لن يكون سهلاً، وكلا القرارين مر لكن الثاني أقل مرارة من الأول.

أحد النواب السابقين محسوب على إحدى الكتل التي أعلنت المقاطعة قال لي بالحرف الواحد "ضعنا بين خطاب المعارضة ذي السقف العالي وانفراد الحكومة بمرسوم الضرورة... فاحترنا بين الأمرين وعلينا أن نخوض الانتخابات مجبرين لا مخيرين".

رأي:

"ليس حباً بالأغلبية ولا كرهاً بالأقلية، فالهدف من وجود النواب ليس فقط دورهم التشريعي والرقابي إنما تمثيل كل الأمة، وإن غياب أي مكون من مكونات الأمة هو تمزيق للوحدة الوطنية يستوجب مقاطعة الانتخابات".

معلومة:

الترويج للصوت الواحد بأنه نظام معمول به في الدول المتقدمة كلام مغلوط ومبتور، فالصوت الواحد مخرجاته مرشح واحد لا عشرة. ودمتم سالمين.

back to top