يرتبط شهر رمضان عند الكثيرين "بفوازيره" التي صارت مكونا أساسيا لشهر الصيام، ولا يتخيل البعض شهر رمضان بدون "فوازير"، وعلى عهدة الذاكرة بدأت "الفوازير" من خلال البرنامج العام للإذاعة بصوت الإذاعية القديرة صاحبة الصوت المميز "آمال فهمي".
ومع انتشار التلفزيون كانت "فوازير ثلاثي أضواء المسرح" واستمرت حوالي 10 سنوات، وفي نهاية السبعينيات والثمانينيات كانت "فوازير نيللي" هي الأشهر في العالم العربي كله، وتبعتها "فوازير شريهان".بالتأكيد المقال ليس تأريخا لـ"الفوازير"، ولكنه مقدمة للحديث عما نراه الآن من "فوازير" وألغاز سياسية يصعب حلها ويستحيل فهمها وتفسيرها، ويبدو أنه مع انحسار "الفوازير التلفزيونية"، وانصراف المشاهدين عنها عمد رجال السياسة إلى توفير البديل الأكثر إثارة كي لا يضيع ثواب الصيام!"الفزورة السورية": هل يستطيع أحد حلها؟ هل يمكن فهمها؟ العالم كله يدين ويشجب، وأميركا وأوروبا والعالم العربي تشجب النظام والجيش النظامي وتدين جرائمه، والصين وروسيا وإيران ترفض الجيش السوري الحر وتدين أفعاله، وهذا يسلح ذاك وهؤلاء يدعمون هؤلاء، وفي النهاية سوري يقتل سورياً!!القاتل سوري والقتيل سوري في نزال سيخسره الطرفان فمن المستفيد؟ لماذا لم تتحرك الولايات المتحدة كما تحركت لنصرة الشعب الليبي؟ ولماذا اختلف الموقف الروسي في سورية عنه في ليبيا؟ ولماذا يحرص العالم كله على استمرار الوضع على هذه الحال؟ ولمصلحة من يستمر الاقتتال ونحن– العرب- نشاهد ونتفرج، نصفق حيناً ونبكي أحياناً، نفرح يوماً ونحزن شهرا... أين قادة العرب؟ وأين حكامهم وقادتهم؟ وأين حكماءهم وجامعتهم؟ ومن يستطيع حل "الفزورة"؟!"الفزورة المصرية": تبدل المواقف واختلاف القوى الثورية المصرية (تعبير مستحدث بعد ثورة يناير يشمل التيارات السياسية التي شاركت أو أفرزتها الثورة)، أصبح يمثل لغزا محيرا و"فزورة" نشاهدها يوميا. أبو الفتوح يتهم صباحي وصباحي يرفض مرسي والوفد يعترض على المشاركة، واليسار ينكر الجميع، وخالد علي اختفى، والعوا تبخر، ولا أحد يعلم أين ذهبت ثورة الشعب؟ كيف اختفت ثورة "اللوتس"؟ وهل ضلت طريقها؟ وهل اعترضها "البلطجية"؟ وهل سرقها أحد؟ ماذا نقول لشهدائها؟ وماذا نقول لأكثر من 1000 شاب من خيرة شباب مصر الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا؟ من أجل مصر وعزتها وكرامتها... ماذا نقول لهم عندما نقابلهم يوم الحساب؟!"فزورة مبارك": ذكر أحد الكتاب في مقال طويل كئيب أن مبارك كان يكره إسرائيل! ودليله على ذلك أنه لم يذهب إلى تل أبيب إلا مرة واحدة (دليل الحب الوحيد هو الذهاب والعودة!) ونسأل هل من يكره إسرائيل يصر على مدها بالغاز ويحرم بلده منه؟! أم أنه كان يعتقد أن الغاز سيستخدم في قتل الإسرائيليين؟! وهل من يكره إسرائيل يساعدها في حصار غزة؟! ويوافق على اتفاقية "الكويز"؟! ويطلق سراح جاسوسها؟! ويقف عاجزا ضعيفا أمام قتل الجنود المصريين على الحدود؟! إذا كان من يفعل ذلك يكره إسرائيل فإننا نقولها بأعلى صوت نحن نحب إسرائيل."الفزورة الأخيرة": تكليف هشام قنديل بتشكيل الوزارة... "بس خلصت الفزورة".***نالت فقرة الأمثال الشعبية في المقال السابق الكثير من التعليقات وحازت إعجاب البعض، لذا سأختم مقال اليوم كذلك ببعض الأمثال التي تدور حول الحب والخطبة والزواج:* "اسأل قبل ما تناسب تعرف الردي من المناسب".* "بعد حبيبك لا تهوى حبيب وبعد عنبك لا تاكل زبيب".* "الشغلة شغلة إزاز والنية نية جواز".* "أعزب دهر ولا أرمل شهر".* "لو محبة الخطبة تدوم كانت القيامة تقوم".* "خد الحلو واقعد قباله (أمامه) وإن جعت شاهد جماله".* "اللي ما يحابي على عشه ييجي غيره يهشه".* "يا ريت عيني ما شافت ولا قلبي حب ايه اللي نابنا غير وجع القلب".
مقالات
فوازير رمضان
03-08-2012