إسرائيل تصعِّد في غزة رغم تقدم مفاوضات التهدئة

نشر في 21-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 21-11-2012 | 00:01
No Image Caption
• ارتفاع حصيلة العدوان إلى 127 قتيلاً • الوزراء العرب يتفقدون القطاع... ونتنياهو يريد وقف «التهريب»

لم تساهم الحركة الدبلوماسية العربية والدولية الناشطة في غزة في التخفيف من حدة الغارات الإسرائيلية على القطاع، إذ استمرت آلة الحرب في حصد المزيد من أرواح الفلسطينيين، في حين تابعت الفصائل الفلسطينية إطلاق صواريخها في اتجاه الأراضي المحتلة من دون أن تسجل خسائر تُذكر لدى الإسرائيليين.
على وقع تواصل الغارات الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، واستمرار إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخها على الأراضي المحتلة، وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على رأس وفد وزاري عربي يضم أيضاً وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو إلى قطاع غزة أمس، عبر معبر رفح البري على الحدود المصرية.

وأكد المكتب الإعلامي التابع لحكومة «حماس» في بيان صحافي «وصول وفد الجامعة العربية ووزراء الخارجية عبر معبر رفح».  وأفاد مسؤول في «حماس» بأن الوفد يضم أكثر من عشرة وزراء وممثلين عن دول عربية أبرزها مصر، ولبنان، وتركيا، والعراق، والسودان، وتونس، والمغرب، والسعودية، واليمن، إضافةً إلى وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي، الذي يزور غزة لأول مرة منذ سيطرة «حماس» عليها في عام 2007.

كما صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسن قشقوي، أمس، بأن الوزير علي أكبر صالحي يأمل التوجه إلى غزة في نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل. وأضاف أن اتصالات بدأت مع السلطات المصرية التي تشرف على معبر رفح و»ننتظر ردهم».

«الكتائب تتوعد»

في غضون ذلك، توعّد القائد العام لكتائب القسّام محمد الضيف إسرائيل بدفع «الثمن باهظاً» لو فكرت في شن حرب برية على غزة.

وقال الضيف في كلمة مسجلة بثها تلفزيون الأقصى التابع لحركة حماس: «العدو سيدفع الثمن باهظاً لو فكر الدخول إلى غزة»، داعياً إلى «حشد جميع طاقات الشعب والأمة من أجل اجتثاث الكيان الغاشم».

وأكد أن «الحرب البرية هي الأمل الأكبر في إطلاق سراح الأسرى»، في إشارة إلى احتمال أسر جنود إسرائيليين كما حصل مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُطلق سراحه مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين في 2011. وأضاف، مشيراً إلى إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل: «هذا ما صنعه المجاهدون هذا الرد القسّامي الذي كسرنا به كل قواعد الاشتباك التي حاول العدو أن يفرضها طوال المرحلة السابقة، فكان لابد أن يأتي الرد بحجم تلك الجريمة».

وكان الضيف أُصيب في غارة إسرائيلية ليتولى مساعده أحمد الجعبري قيادة عمليات كتائب القسام، قبل أن تغتاله إسرائيل.

«تعليق مؤقت»

في المقابل، قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة ليل أمس الأول، تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة «مؤقتاً»، وإعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة، بحسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي كبير.

كذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، خلال لقائه مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إن إسرائيل تتطلع للتوصل إلى اتفاق تهدئة «طويل الأمد»، يضمن عدم تهريب صواريخ إلى الأراضي التي تسيطر عليها حركة حماس.

ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله: «أعتقد أن ألمانيا تستطيع أن تلعب دوراً إيجابياً في إيجاد حل للنزاع مبني على ترتيب طويل الأمد يضمن عدم دخول أسلحة مماثلة إلى قطاع غزة».

الغارات على القطاع

وقُتل 14 فلسطينيا في غارات جديدة واصل الطيران الحربي الإسرائيلي شنها منذ صباح أمس، ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 127 في اليوم السابع من العملية العسكرية الإسرائيلية.

وقُتل طفلان فلسطينيان وأُصيب آخران في قصف إسرائيلي جديد أمس، على حي الزيتون شرق مدينة غزة.

ومن بين الـ14 قتيلا «طفلان استُشهدا ووصلا أشلاءً إلى مستشفى الشفاء وأُصيب طفلان آخران بجروح في قصف على حي الزيتون».أ

صاروخ على القدس

على الجهة المقابلة، دوى صوت انفجار في مدينة القدس أمس بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار. وأفادت الشرطة بأن الصاروخ سقط في منطقة خلاء في كتلة غوش عتصيون الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة شمال القدس دون إيقاع إصابات أو أضرار.

وتبنت كتائب عزالدين القسام في الوقت ذاته «إطلاق صاروخ من طراز ام 75 باتجاه القدس المحتلة».

جولة لكلينتون

دبلوماسياً، أعلن مسؤول أميركي أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون غادرت العاصمة الكمبودية بنوم بنه، أمس، متجهةً إلى إسرائيل ومصر ورام الله، فيما تحاول الولايات المتحدة منع تصعيد الأزمة في غزة. وأضاف المسؤول أن كلينتون التي ترافق الرئيس باراك أوباما في جولته الآسيوية، ستلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس وستبحث الأزمة مع مسؤولين مصريين وفلسطينيين.

وأكد مسؤولون فلسطينيون أن كلينتون ستتوجه إلى رام الله صباح اليوم، لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

مجلس الأمن

في موازاة ذلك، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن بلادها لن توافق على أي نص في مجلس الأمن من شأنه أن يقوض الجهود التي تُبذل للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بعد أن كانت روسيا لوّحت في ختام اجتماع لمجلس الأمن مساء أمس الأول، باقتراح قرار لوقف إطلاق نار فوري في حال لم تتوصل الدول الـ15 إلى تفاهم على نص يدعو لإنهاء العمليات العدائية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

في المقابل، اتهمت موسكو واشنطن بعرقلة بيان عن مجلس الأمن حول غزة تدعمه الدول العربية، كان قد اقترحه المغرب الخميس الماضي ويدعو إلى إنهاء العمليات العدائية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. ولكن هذا النص يطرح مشكلة للولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، لأنه لا يشير إلى الصواريخ التي تُطلق من غزة على إسرائيل، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.

(غزة ـ أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top