قديماً عندما كانت المرأة العراقية تخرج من بيتها أو "من بيت أبوها رايحة بيت الجيران"، كانت تبحث عن الاستمتاع بوقتها الذي تجده من خلال اللقاء مع نظيراتها والتسامر معهن، أما في الوقت الحالي فهي تخرج من مستقرها بحثاً عن الماء بشقاء في بلاد سميت باسم نهريها الكبيرين اللذين يقطعان البلد من شماله إلى جنوبه... في بلاد الرافدين!

Ad

المعاناة من شح المياه عامة، يتشارك فيها جميع العراقيين، وإن بنسب تزيد في البصرة وأغلب المحافظات الريفية، وتصل إلى 40 في المئة من السكان لا يحصلون على مياه للشرب، بينما تتقلص هذه النسبة إلى 21 في المئة في بقية المدن والمناطق.

ولطهران وأنقرة ودمشق دور كبير في أزمة المياه، فقد أقامت تركيا وسورية سدوداً ومستودعات مياه، على مجرى نهري دجلة والفرات، وخصوصاً تركيا التي لديها مشروع سد الكاب، الذي يخزن وحده 100 مليار متر مكعب سنوياً، مما يقلل كمية المياه الداخلة للعراق، فتدنت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، اللذين ينحدران من البلدين المجاورين، بأكثر من 60 في المئة على مدى العشرين عاماً الماضية.

وتبلغ الواردات المائيَّة الحاليَّة لكلِّ الأنْهار الوافدة إلى العراق أو الجارية فيه إلى 43.92 بليون متر مُكعب، لكنَّها تُعاني ارتفاعًا في نِسَب الملوحة، بخاصَّة في حوض الفُرات. وأيضاً تحكم إيران في نهر كارون، الذي تتفرع منه جداول صغيرة تمر بمحافظة ديالى، يؤثر على الزراعة والري هناك.

ولا ننسى النهر الثالث الذي قام صدام حسين بحفره في جنوب العراق، مما أثر كثيراً على مياه شط العرب، وجعل سكان محافظة البصرة يشترون المياه، بدلاً من مياه الشط الذي كانوا يشربون منه في السابق.