هل مسببات الهربس الشفوي والهربس التناسلي هي نفسها؟

Ad

في 80 في المئة من الحالات، ينتج الهربس الشفوي من فيروس الهربس البسيط من النوع 1، أما الهربس التناسلي فيتسبب به فيروس الهربس البسيط من النوع 2. صحيح أن المرضين يثيران الأعراض المتشابهة وينتميان إلى العائلة نفسها، إلا أن الأماكن المفضلة لهما تختلف. مع ذلك، يؤدي تطور الممارسات الجنسية أحيانًا إلى مساهمة النوع 1 بالهربس التناسلي والنوع 2 بالهربس الشفوي. عمليًا، تعزز ممارسة الجنس انتقال الهربس الشفوي إلى الأعضاء التناسلية أو العكس. لذلك، عند ظهور الهربس، ينبغي تجنب أي نوع من الاتصال الجنسي.

أصبت بالهربس التناسلي للمرة الأولى. هل هذا يعني أن شريكي ليس مخلصًا؟

الهربس التناسلي هو في الواقع مرض ينتقل جنسيًا. مع ذلك، يمكن التقاط العدوى قبل الاتصال الجنسي لأن الفيروس يستطيع البقاء صامتًا لسنوات قبل أن يظهر. فضلاً عن ذلك، يمكن للفيروس من النوع 1 والفيروس من النوع 2 أن يظهران على الجلد حتى في غياب أي عوارض أو تقرح. ومن الممكن أن تظهر إفرازات الفيروس هذه على الجلد والأغشية المخاطية السليمة لدى الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن أصيبوا بالهربس. في الواقع، لدى البعض، قد يحمل الجسم هذا الفيروس طوال الحياة من دون أن يظهر أي عوارض. بهذه الطريقة، نقدر أن 30 في المئة من البالغين حول العالم يحملون فيروس الهربس البسيط من النوع 2. أما بالنسبة إلى فيروس الهربس البسيط من النوع 1، فانتشاره أوسع.

هل يمكن تفادي التقاط هذا الفيروس؟

من الصعب تفادي هذا المرض بسبب وتيرته المرتفعة وسهولة انتقاله. إجمالاً، نصاب بفيروس الهربس البسيط من النوع 1 منذ الطفولة. فيكفي تقبيل الطفل أو لمسه لنقل الفيروس إليه. لذلك، يجب على النساء الحوامل والأشخاص الذين هم على اتصال بالأطفال أن يتنبهوا للأمر بشكل كبير. كذلك، يجب على النساء اللواتي عانين الهربس التناسلي أن يخبرن الطبيب النسائي بذلك منذ بداية الحمل بهدف تجنب نقل الفيروس إلى الطفل خلال الولادة. وفي حال الإصابة بالهربس الشفوي، من الأفضل الحد من التواصل مع الأطفال، لأن الإصابة الأولى به تكون مؤلمة للغاية وتمنع الطفل أحيانًا من تناول الطعام لأيام عدة، ما يكفي ليسبب له مشكلة كبيرة في سنواته الأولى.

كيف يمكن أن أتخلص منه؟

لا يمكن التخلص من الفيروس تمامًا من الجسم. فإذا حدث وأصبنا به، لن نتمكن من القضاء عليه أبدًا، وسيظهر بشكل عشوائي وعلى شكل متكرر. لا يظهر البعض أعراض هذا المرض سوى مرة طوال حياته، فيما قد تظهر أعراضه بشكل منتظم لدى آخرين.

من الممكن الحد من تواتر الأعراض والتخفيف من الآلام المرافقة لها. عندما تتكرر الأعراض أكثر من ست مرات سنويًا، يمكن للطبيب أن يصف له، على سبيل العلاج الوقائي، مضادًا للفيروسات كالفالاسيكلوفير. يجب تناول حبة منه يوميًا لمدة ستة أشهر للحصول على النتيجة المرجوة.

هل يمكن للدواء المضاد للفيروسات أن يمنع انتقال العدوى؟

دواء كالأسيكلوفير يستعمل أيضًا كعلاج شفائي. لكن، يجب تناوله مع ظهور أولى الإشارات التي تأكد الإصابة بالهربس، علماً أنه لا يساعد في الحد من مدة الأعراض سوى لساعات قليلة. ويبدو أن بعض الدراسات العلمية يظهر أن تناول هذه الأدوية يحد من انتقال العدوى من شخص يحمل الفيروس إلى شريكه الجنسي.

هل الكريمات المتوافرة في السوق فاعلة؟

لم تثبت أي دراسة فاعلية هذه الكريمات التي تحتوي على مضادات الفيروسات في تسريع اختفاء التقرحات. في أفضل حال، تحد الكريمات قليلاً من الألم ولكن لا تتمتع بأي مفعول أكبر من مفعول الكريمات المسكنة. وينصح الخبراء بتناول مسكنات الألم التقليدية كالباراسيتامول لتسكين الألم.

هل يؤدي فارق التوقيت إلى ظهور الهربس؟

كثيرة هي العوامل التي تعزز تكرار ظهور الهربس: التوتر، التعب، التعرض للموجات فوق البنفسجية، الطمث لدى النساء... في الواقع، فارق التوقيت الذي يسبب التعب، قد يشكل عنصرًا معززًا للمرض. لكن، تختلف هذه العوامل من شخص إلى آخر: من المهم إذًا، تحديد الأشخاص الذين يعانون المرض وأعراضه، بهدف تجنبها. وإذا كنتم من الأشخاص الحساسين للموجات فوق البنفسجية مثلاً، يمكن لاستعمال الواقي الشمسي أن يجنبك مواجهة هذه المشكلة.