أخذت عملية لي الذراع بين القطري محمد بن همام والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منحى جديدا ومفاجئا، فبعدما استقال القطري من منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي ومن عضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي، قرر "الفيفا" من جديد شطبه مدى الحياة.

Ad

وهي المرة الثانية التي يشطب فيها بن همام (63 عاما) الذي كان احد الاقوياء في عالم كرة القدم.

وتختصر المراحل السابقة لهذا الصراع بين الطرفين في أن بن همام اتهم في مايو 2011 بشراء بعض الأصوات قبل الانتخابات لمنصب رئيس "الفيفا"، ثم انسحب من السباق قبل أن يتم شطبه.

ورفعت محكمة التحكيم الرياضي لاحقا عقوبة الشطب استنادا الى "عدم وجود ادلة مباشرة"، مشيرة في الوقت عينه الى أنها لا تستطيع ان تحكم ببراءة بن همام وتركت الباب مفتوحا أمام الفيفا "لمواصلة تحقيقاته" في حال التوصل إلى أدلة جديدة بخصوص هذه القضية. واجتمعت لجنة الأخلاق بعد أن تم إصلاحها وفصلها إلى غرفتين، غرفة البداية وغرفة الحكم، للبت في قضية بن همام من جديد.

وكان القطري حتى يوم أمس الأول يخضع لإيقاف مؤقت تمد تمديده مطلع ديسمبر الجاري من قبل لجنة الأخلاق.

وفاجأ بن همام الذي دفع دائما ببراءته وستستضيف بلاده مونديال 2022، الجميع بإعلانه استقالته من منصبه كرئيس للاتحاد الآسيوي ومن عضوية "الفيفا".

ولا يعتبر ذلك اعترافا من بن همام بما وجه إليه من اتهامات، بل على العكس قال في بيان "بالنسبة الي، قرار محكمة (تاس)، وهي اعلى سلطة تحكيم رياضي، ان عقوبة الفيفا تجاهي كانت غير مبررة، هو كاف لي. هذا القرار أكدته هيئة التحقيق للجنة الأخلاق الجديدة التابعة للفيفا التي فشلت في تقديم أدلة جديدة على الرغم من تبذير عشرات الملايين من الدولارات من أجل هذه التحقيقات". وأضاف: "لا أريد تمضية حياتي، وأنا أكافح مزاعم لا اساس لها من الصحة، وأريد التركيز على عائلتي وأعمالي. على اي حال، في حال ظهور اي اتهامات اخرى ضدي، سأدافع عن نفسي بالطريقة ذاتها التي قمت بها في السابق".

وكان رجل الأعمال القطري يتوقع دون شك اخماد هذا الإجراء كما كانت الحال عليه عندما استقال نائب رئيس الفيفا جاك وارنر في يونيو 2011، حيث تم اغلاق جميع الإجراءات ضده من قبل لجنة الأخلاق مع بقاء قرينة البراءة قائمة.

لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة الى بن همام، فقد اخذ الفيفا علماً بالاستقالة وقرر شطبه مدى الحياة "طالما ان لجنة الاخلاق هي صاحبة الصلاحية في اصدار قرار بحق اي شخص حتى في حال استقالته".

وأضاف الفيفا، في بيان بعيد استقالة بن همام، ان الشطب "ناتج عن التقرير النهائي لمايكل غارسيا رئيسة لجنة الأخلاق الذي سلط الضوء على الانتهاكات المتكررة (صراع المصالح) التي ارتكبها بن همام خلال ولاياته في رئاسة الاتحاد الآسيوي، وكعضو في اللجنة التنفيذية للفيفا من 2008 الى 2011، وهذه الانتهاكات تبرر ايقافه مدى الحياة عن اي نشاط له علاقة بكرة القدم".

والأسئلة التي يمكن طرحها على ضوء بيان "الفيفا" عديدة: ماذا جاء في تقرير غارسيا؟ هل يتعلق الأمر بشراء الأصوات؟ هل تمت الاشارة الى الصفقات المشبوهة في اروقة الاتحاد الآسيوي التي تم الحديث عنها يوما؟ هل سيطلب بن همام انعقاد محكمة التحكيم الرياضي والبت في القضية من جديد؟ هل ستنتهي هذه الحكاية يوما؟.

(أ ف ب)