الكتاب والقراءة
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
تزامن مع الخبر أعلاه، نشر تحقيق لجريدة "القبس" الكويتية يوم الأربعاء الموافق 27 يونيو، لناشرين عرب وكويتيين يتناول تأثير الكتاب والقراءة في مجريات الثورات العربية الدائرة. وقد أظهر التحقيق أن الثورات العربية التي انطلقت عام 2011، في أكثر من قطر عربي، لم تتخذ من أي كتاب أو نظرية مصدراً ملهماً لها، ولم تقم على أكتاف أحزاب منظمة تتخذ من نظريات ثورية منطلقاً لتحركها، بل هي ثورات شعبية رفعت شعار السلم والحرية والكرامة، واعتمدت في تحركها على عنصر الشباب المشتغل بشبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، كما أن قدرة وسائل الإعلام المرئي، وتحديداً القنوات الفضائية الإخبارية، على متابعة الحدث الدائر لحظة بلحظة والتأثير في وعي جماهير المشاهدين، كل هذا مجتمعاً جعل الكتاب يتوارى بعيداً من مشهد الثورات العربية، بل وصل الأمر إلى إغلاق بعض دور النشر العربية، وانعطاف دور نشر أخرى إلى نوعيات جديدة من الكتب. إن واقع الكتاب العربي المؤلم وعلاقته بجماهير الشعوب العربية، يجب أن يكون مجالاً للبحث والتأمل من قبل الدوائر الرسمية والأهلية، لإعادة صياغة علاقة الإنسان العربي والكتاب، فلا يمكن لهذه العلاقة أن تستقيم إلا ببذر فكرة القراءة والمعرفة لدى الأطفال في سن متقدمة، واستحداث أشكال جديدة من علاقة الطفل العربي بالكتاب، وكذلك تشجيع القراءة عند الناشئة، وأخيراً تقدير وتكريم الكتّاب المبدعين، كي يشكّلوا قدوة وحافزاً للكاتب الشاب. الخبر الثالث الذي استوقفني هو ما بثّته وكالات الأنباء العالمية، حول رفض الكاتب الأميركي ريتشارد روسو (Richard Russo) المولود في نيويورك عام 1949، والحائز جائزة "بوليتزر-Pulitzer Prize for Fiction" للآداب عام 2002 عن روايته "الإمبراطورية تسقط" رفضه نشر روايته الجديدة على صيغة كتاب إلكتروني، وذلك إيماناً منه بأن الكتاب الورقي هو الصديق الأقرب للإنسان، وإن علاقة الإنسان بالكتاب الورقي أقوى وأبقى من علاقته بالكتاب الإلكتروني، وبما يُعد موقفاً لافتاً لكاتب عالمي. لقد تغيّرت علاقة الإنسان بما حوله يوم عرف الحرف والكلمة المطبوعة والكتاب، فالقراءة هي الضوء الساطع الذي يمكن للإنسان أن يتبين من خلاله عثرات الطريق، وهي المادة الأهم التي تساعده على فهم ما يحيط به من بشر وحجر. لذا فليس غريباً أن تكون عوناً له على الحرية، وليس بعيداً أن تتوارى قليلاً حين يصبغ الدم أرصفة الشوارع والقلوب، وليس جديداً أن يؤكد كاتب عالمي علاقته بالكتاب الورقي والقراءة.