مطار حماة العسكري... مصنع للتعذيب والقتل
يقول سجناء سابقون وناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان إن مطار حماة العسكري وسط سورية تحول الى سجن "تمارس فيه أبشع أنواع التعذيب والقتل" في حق آلاف المعتقلين الذين تكتظ بهم أبنية المطار الشاسع منذ أشهر.وقال المرصد في تقرير إن مطار حماة العسكري "تحول الى سجن ومعتقل لصالح جهاز المخابرات الجوية، أحد أقسى الفروع الأمنية وأكثرها بطشاً وتنكيلاً بالمعتقلين. ويحتجز فيه الآلاف من أبناء محافظة حماة، كباراً وصغاراً، ويمارس عليهم أقسى أنواع التعذيب والقتل الوحشي دون رادع أخلاقي أو تأنيب ضمير".
ومنذ ستة أشهر تقريباً، تمكنت القوات الموالية من السيطرة على مدينة حماة. وقال المتحدث باسم "مجلس ثوار حماة" أبو القاسم الحموي في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" إن "الجيش السوري الحر انسحب من المدينة بسبب عدم توازن القوى. وتحولت المدينة الى نقطة عسكرية توزع الى باقي المحافظات طائرات ميغ وسوخوي"، وتابع: "ولكي يكرس النظام سيطرته على المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية، يقوم بعمليات اعتقال لا تعد ولا تحصى بقصد الحفاظ على المنطقة دائما نظيفة، من وجهة نظره". وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أنه بنى تقريره على زهاء 700 حالة تم توثيقها في المعتقل، مشيراً الى أن عدداً كبيراً من المعتقلين "قضوا تحت التعذيب"، وأن جثث البعض من هؤلاء بقيت اياماً بين المعتقلين، قبل أن يتم اخراجها. وتمارس في مطار حماة، بحسب ناشطين سبق لهم ان اعتقلوا فيه، كل انواع التعذيب المعروفة، من استخدام التيار الكهربائي لصعقهم، الى اذلالهم جنسيا، الى تعريتهم وضربهم بقسوة، وسوء تغذيتهم واطلاق اسماء الحيوانات عليهم، اضافة الى ابتزاز ذويهم بالمال.وأشار ناشط يقدم نفسه باسم مراد الحموي لـ"فرانس برس" الى أن أكثر الفصول بشاعة هي رؤيته الأطفال في المعتقل، وقال في هذا السياق:"هناك طفل من الحولة يدعى براء في الثالثة عشرة من عمره دخل المعتقل وثيابه تعتصر دماً، فقد قتل عمه أمام عينيه"، مشيراً الى أنه "كان كثيراً ما يبكي ويحن الى أمه".(بيروت ـــ أ ف ب)