فنانو مصر: نعم للأحزاب السياسية لمواجهة التيارات الإسلامية
عوامل كثيرة تدفع الفنانين في مصر إلى الاندماج في كيانات حزبية سياسية بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، أبرزها خوفهم من جر البلد في اتجاه واحد، وغياب التيارات الليبرالية عن الساحة الحكومية أو التنفيذية، بعدما سيطرت جهة واحدة على مقدرات الحكم والبلد، والهجوم الذي يتعرضون له من التيارات الإسلامية المتشدّدة وتهديدهم في لقمة عيشهم.
تؤكد سميرة أحمد أنها انضمّت إلى «ائتلاف تحالف التيار الشعبي» الذي أسسه حمدين صباحي (الحصان الأسود لانتخابات رئاسة الجمهورية السابقة ) للدفاع عن هوية مصر وإبعاد شبح «أخونة» الدولة، مشيرة إلى أهمية انضمام المواطنين والفنانين على السواء إلى الأحزاب السياسية للمشاركة في صنع القرار السياسي، والوقوف أمام الزحف الكبير الذي يهدف إلى جر البلد إلى منعطفات خطيرة والعودة به إلى العصور الوسطى.وتشير سميرة إلى ضخامة الآلة الإعلامية التي تستخدمها التيارات الإسلامية ضد الفن والتيارات المدنية، فيما يعاني الليبراليون والعلمانيون صعوبة في نقل أفكارهم إلى الناس، بسبب «الهجمة الشرسة» التي تضيّق الخناق على كل من يختلف مع هذه التيارات.
خيار أساسيالفنانة جيهان فاضل التي انضمت إلى حزب «الدستور» فور تأسيسه، ترى أن العمل الحزبي مهمّ وينبغي أن يكون خياراً أساسياً لدى المواطنين، «لأن التغيير يجب أن يأتي عن طريق صندوق الاقتراع، ما يستدعي العمل ليل نهار لنوصل رسالتنا إلى المواطنين كافة»، حسب تعبيرها.رغم تصريحاتها بأنها تكره السياسة وترفض الانضمام إلى أحزاب سياسية، إلا أن إلهام شاهين غيرت رأيها بعد الهجوم الشرس الذي تعرضت له من أحد الشيوخ السلفيين، مؤكدة أن على الجميع الانضمام إلى أحزاب سياسية مدنيّة لتكوين جبهة قوية ضد من يريد دفع البلد إلى الهاوية، لافتة إلى أنها لم تتوقع أن يكون هذا جزاء الشعب المصري الذي انتخب هؤلاء الأشخاص.تضيف: «المتحكّمون بالسلطة لا يريدون إلا مصلحتهم الشخصية، وعليه يجب أن نناضل ضد استحواذ تيار معين على مقدرات البلد مهما كان الثمن».بدوره يوضح حسن يوسف أن فكرة تأسيسه حزب «الشعراوي المصري» جاءت بعد انتخابات الرئاسة، لإعادة الأخلاق والانضباط إلى الشارع المصري ومعالجة الانهيار الذي يتحكّم بالمجتمع، من خلال توعية المواطنين وإرشادهم وتعليمهم صحيح دينهم، بعيداً عن أي تشدد أو تعصب أو مزايدة، وإيجاد حلول للحدّ من الظواهر المؤسفة في المجتمع، أبرزها أطفال الشوارع والعشوائيات والبلطجة والسرقة. يذكر أن حسن يوسف تراجع عن تأسيس حزبه «الشعراوي المصري» في اللحظات الأخيرة بعدما بدأ جمع توكيلات تأسيسه، واكتفى بإشهار جمعية أهلية تحمل الاسم نفسه خشية أن ينزلق في العمل السياسي ويحسب على حركات سياسية، على حد قوله.ويطالب يوسف الأحزاب السياسية باستعادة موروثات الشعب المصري في برامجها الحزبية الخاصة، «رغم احتياجنا إلى هذه الكيانات سياسياً لنعدل حال البلد الذي مال كثيراً»، مندداً بالحالة السيئة التي وصل إليها المناخ السياسي في مصر.معادلة سياسيةيشارك المخرج خالد يوسف في أحد الائتلافات السياسية الكبيرة من منطلق تصحيح المعادلة السياسية في مصر، وإعادة تقسيم الحياة السياسية بين الأحزاب والإيديولوجيات المختلفة، «خصوصاً أن تيار الإسلام السياسي المهيمن على مقاليد الحكم لا يؤمن بالآخر».يضيف أنه يتمنى مع الفنانين المشاركة في الحياة السياسية لتنظيم صفوف القوى الوطنية المؤمنة بالثورة، والمنافسة بقوة في انتخابات البرلمان والرئاسة المقبلين.يلفت خالد إلى أن الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، وأنه يريد، بممارسته السياسة، تحقيق أهداف الثورة والمجتمع عبر صناديق الاقتراع التي يمكن أن توصل قوى الثورة الحقيقية إلى السلطة، لتحقق أحلام الفقراء والبسطاء والمهمشين والمظلومين، «أثبت النظام الحالي أنه لم ولن يحقق لهم شيئاً، ومن سيحقق الأهداف المرجوة هو أحد الأحزاب المدنية»، واصفاً الحالة السيئة التي وصلت إليها البلاد بأنها أسوأ من أيام حسني مبارك.أخيراً تلاحظ الناقدة ماجدة موريس أن علاقة الفنانين بالسياسة اختلفت بعد انتخابات الرئاسة، تحديداً، وسيطرة التيارات الإسلامية على مفاصل الدولة، إذ شعر الفنانون بأن بلدهم يختطف نحو المجهول، علاوة على أن من هم في السلطة يهاجمونهم ليل نهار، لذا يتعامل هؤلاء مع الموضوع من منطلق الدفاع عن لقمة عيشهم.تضيف موريس أن الفنانين يريدون إخراج بلدهم من عنق الزجاجة ودفعه إلى الأمام وحفظ هوية مصر ومنع سحبها في اتجاه معين لا يخدم إلا أسماء بعينها.