نظام الأسد هو المسؤول!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كانت كلها سلمية هتافات الأشهر السبعة الأولى التي واجه بها المتظاهرون، ومعظمهم من الشبان والأطفال الأبرياء، رصاص "أشاوس" الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري و"الشبيحة"، الذين جرى استيراد بعضهم من الخارج من ميليشيات حزب الله، ومن مجموعات قاسم سليماني، التابعة لما يسمى زوراً "فيلق القدس"، التابع لحراس الثورة، وكان من الممكن ألا تسقط قطرة دم واحدة لو أن هذا النظام الدموي تصرف بطريقة مختلفة، وعلى أساس أن هذا الشعب شعبه، وأنه بالإمكان التعامل مع مطالبه المحقة بالتسامح، وكتعامل أي حاكم عاقل غير مصاب بداء الغرور مع شعبه.أما عندما يبادر هذا النظام ومنذ اللحظة الأولى إلى اتباع درس مذابح "حماة" في عام 1982، منطلقاً من أن هذا الشعب لا يمكن إسكاته إلا بأقصى درجات العنف والقسوة، فإنه أمر طبيعي أن يلجأ السوريون، الذين غدت دماؤهم تسيل في الشوارع، إلى العنف المضاد، وأمر طبيعي أن يخرج من بين صفوف هذا الجيش "الأسدي" ضباط وجنود شرفاء، ويشكلون الجيش "الحر" للدفاع عن أهلهم وأطفالهم وأعراضهم.لقد كان متوقعاً أن تؤدي كل هذه القسوة المفرطة، التي واجه بها هذا النظام، الذي بقي جاثماً على صدور السوريين لأكثر من أربعين عاماً، وأن يؤدي كل هذا التمادي في قتل الأطفال وتدمير المنازل وهتك الأعراض إلى أن يختار الشعب السوري أصعب الخيارات، وأن يلجأ إلى التسلح للدفاع عن نفسه وعن أطفاله وعن كرامته، ولذلك فإن نظام بشار الأسد هو الذي يتحمل مسؤولية كل هذا الذي يجري، وهو الذي سيقف ذات يوم قريب أمام محكمة التاريخ، ليحاسب على جريمة دفع سورية دفعاً إلى الانقسام والحرب الأهلية التي هي حقيقة بدأت منذ لحظة مواجهة مظاهرات درعا السلمية بالرصاص وبقذائف المدافع وبجنازير الدبابات وبالمذابح التي ارتكبها "الشبيحة" وارتكبتها الأجهزة الأمنية التي يصل عددها إلى نحو عشرين جهازاً.