لا أظن أن كتلة الأغلبية كانت موفقة في بياناتها، على الأقل البيان الأخير، ولا أظن أن النائب السابق في الدائرة الثانية, كان مخطئا في تصريحه الذي هاجم فيه كتلة الأغلبية، صحيح أنه تصريح انتخابي، لكنه قال كلاما لا نستطيع تجاوزه، فبعض حيثياته كان صحيحا مئة في المئة.

Ad

وواضح أنه تنبأ بأمور بالانتخابات المقبلة، حتما ستكون ضده، وهو الذي كان نائبا معروفا، وله قبول في دائرته، إنما انعدام التنسيق مع مجموعته السياسية في الانتخابات الماضية أثر فيه سلبا، ولذلك صرح بما يخدم المصلحة الانتخابية لديه، ولا ألومه بصراحة. فالتنسيق الانتخابي بين الأغلبية أصبح جهارا نهارا، وبالتالي لا تثريب عليه، فمجلس الأمة ليس ملكا لفلان وعلان، والخدمة العامة معروضة على الجميع، لكن يجب أن يكون التنافس متكافئاً ونزيها، لا أن تتم تزكية فلان وفلان على حساب البقية.

وفي هذا المقام لا أستطيع تجاوز تصريح مهم لأحد النواب السابقين بالدائرة الخامسة، والذي كان جديدا في مضمونه ومحتواه، فالنائب السابق يعلن أن هواه مع هوى الأغلبية، وأنه في حال وصوله إلى المجلس سيكون مؤيدا لأطروحاتها، وهو النائب الذي دوما ما يوصف بالحكومي.

ماذا يعني هذا؟ يعني بكل بساطة أن الأطروحات الانتخابية تغيرت، وما كان يصلح في زمان أول ليس له مكان اليوم، ولما يصرح نائب مخضرم وذو شعبية لا يستهان بها بمثل هذا التصريح فاعلم أن الأمور تغيرت، وأن بوصلة الاتجاهات الانتخابية القادمة سوف تتجه نحو المعارضة، ولا مكان لأي مؤيد للحكومة في المجلس القادم، وهنا أتحدث عن الدائرتين الرابعة والخامسة. أيضا لا يستطيع المتابع تجاهل دعوات التزكية المبكرة لعدد من نواب المجلس المبطل، في الدائرة الخامسة تحديداً، وأركز على النواب الجدد الذين فقدوا حتى مسمى "نائب سابق". أتحدث عن نواب مجلس 2012 الجدد، ولم يسبق لهم الفوز بعضوية المجلس، وهذا في رأيي ظلم... لن أقول زكوهم، فأنا لا أملك مثل هذا الأمر، لكن ما حدث معهم مجحف وأمر استثنائي، خاصه عندما يفقدون صفتهم التاريخية كنواب سابقين.

فمواقفهم ممتازة وكانوا مع الشعب ولم يتخاذلوا، وأتمنى حتى لو تأتي مكرمة أميرية، أو فليكن حتى حكم قضائي عادل من قضائنا النزيه لإنصافهم، فليس مقبولاً بعد أن كان أحدهم من كبار رجال الدولة كعضو في مجلس الأمة أن يرجع إلى وظيفته السابقة والتي لا تقارن نهائيا بما كان عليه. الأكيد أن الكويت صيفها ساخن، وساحتها السياسية أسخن فهناك من يؤكد أن الانتخابات في أكتوبر، وهناك من يحلف باستمرار مجلس 2009، والكثير يرى الأمور بمنظور مصلحته، والآن بدأت بعض التحركات للمرشحين القادمين، فهناك من بدأ بفتح ديوانه لخدمة الناخبين، وهناك من ذبح وسلخ وعزم، والكل يريد اغتنام الكرسي، وهذه حال الدنيا.

يقول الكبار في السن: "محدن يخليها لأحد"، ويقول الشاعر ناصر العبودي العازمي رحمه الله:

إن كانكم ماتفرقون الرياجيل وش خانة الرجال يجهد بطيبه.