كلمة راس: مصر بين التحديات والتطلعات (1-2)
![شريدة المعوشرجي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1460309076474773800/1460309088000/1280x960.jpg)
ومن التحديات أيضاً تربص الأحزاب التقليدية المنافسة للإخوان المسلمين بالرئيس ومحاولة إظهاره بالعجز أحياناً وبالخروج على الدستور والقانون أحياناً أخرى، وستظل تلك الأحزاب تنتظر الحدث أو الموقف الذي يتيح لها ذلك، كما أنها لن تتوانى عن استخدام كل أدواتها وأسلحتها للنيل منه وتقصير مدة ولايته ما أمكنها ذلك، وأرجو ألا يفسر كلامي هذا بأنه طعن في نوايا القائمين على تلك الأحزاب، لكنها المنافسة السياسية واختلاف السياسيين في تفسير المصلحة الوطنية العامة، وفي كل الأحوال ستبقى هذه الممارسات تحدياً خطيراً أمام الرئيس وعهده السياسي ومقيداً أو دافعاً له في أداء مهمته الكبيرة.هذه التحديات وغيرها كثير ستظل الشاغل الأكبر للرئيس والهاجس الذي لن يفارق تفكيره والاختبار الرئيسي له في حكمه، والعامل الأساسي لنجاح حزبه في الشارع المصري، والميزان الذي سيزن به الناس تجربة حكم الإسلاميين وقدرتهم على تحمل المسؤولية السياسية في دولة لها وزن كوزن مصر، فهل يقدر الرئيس محمد مرسي لو انشغل بكل تلك التحديات وانغمس في إيجاد الحلول لها، والتخفيف منها أن ينشغل عن دور مصر العربي، والإقليمي والدولي؟ بالطبع لا فمصر لا يمكن إلا أن تكون الجناح الذي تطير به الأمة العربية إلى حلمها وطموحات شعوبها، والقلب الذي تنبض به القارة الإفريقية لتظل حية تسعى لتحقيق كرامتها، والجسر الكبير الذي يربط العالم الثالث بالدول المتقدمة لتحقيق السلام والاستقرار العالميين.