«التحرير» يكسب معركة الميادين
كلما تزايد عدد شهداء «التحرير» يوماً بعد آخر، منذ ثورة 25 يناير من العام الماضي، يبدو هذا الميدان قادراً على كسب معارك الميادين، التي تريد الأنظمة الحاكمة دائماً أن تواجه بها «أيقونة الثورة» المصرية.فرضت على «التحرير» مواجهات عدة، مع ميادين أرادت أن تفرض نفسها على المشهد، تسرق الزخم وتدعي الثورة من ميدان مصطفى محمود مروراً بالعباسية وليس انتهاء بميدان «نهضة مصر»، الذي اختاره «الإخوان المسلمين»، حكام اليوم، أن يقيموا مليونيتهم فيه، حيث تبحث الجماعة وأنصارها اليوم عن ميدان يكون قادراً على المواجهة، من «ميدان عابدين» الذي ارتبط بثورة الزعيم التاريخي أحمد عرابي إلى «ميدان نهضة مصر».
وجود التحرير في وجدان مصر الثوري قديم جداً، قبل أن تتأسس جماعة «الإخوان المسلمين» في عام 1928، وقبل حتى أن يصل الرئيس السابق حسني مبارك إلى سدة الحكم في أكتوبر 1981، حيث حفر قيمته بداية من أحداث ثورة الشعب في مارس 1919، ومروراً بالاحتفال بإعلان الجمهورية الأولى في مصر، العام 1954، وجاءت لحظته الفاصلة التي كرسته في صميم النضال المصري مع أحداث انتفاضة الخبز 18 و19 يناير 1977، لذلك لم يكن غريباً أن يهرع الثوار منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير إلى «الميدان» ويستضيفهم هو في رحابة تتناسب مع كونه أكبر ميادين مصر.في المقابل، فشلت عدة ميادين بلا تاريخ ثوري في سرقة مجد «التحرير»، فميدان «مصطفى محمود» في ضاحية المهندسين غرب القاهرة، نصَّبه نظام الرئيس السابق حسني مبارك ضد «التحرير»، فسقط الميدان بمجرد سقوط مبارك، وانضوى سريعاً في ركب الثورة، وبعد تولي المجلس العسكري حكم مصر ـ خلال المرحلة الانتقالية ـ جاء الدور على ميدان «العباسية» شرق القاهرة، الذي تجمع فيه فلول نظام الرئيس المخلوع وعدد من أنصار المجلس العسكري، لكنه أيضاً سقط في معركة الميادين.