«الرئيس مرسي نَحَسَ البلد»، بهذه الكلمات لخَّص محمد عبدالقادر الشاب الجامعي، المشارك في أحداث شارع محمد محمود الأخيرة، ما يدور على ألسنة الشعب المصري وتتناقله مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، حول علاقة الرئيس محمد مرسي بعدد من الكوارث وملازمة النحس وسوء الطالع لعدد من زياراته لمدن مصرية وعالمية، قد يعتقد البعض أن التفاؤل والتشاؤم قضية شخصية تخص الأفراد، لكنها في الحالة المصرية أصبحت عامة تستند إلى جذور تاريخية تجعل لها خصوصية وتفرد.
الكوارث التي يصحو وينام عليها الشعب المصري بصورة يومية، جعلته يراجع اختياراته السياسية فترة ما بعد ثورة 25 يناير، فالتأييد للرئيس من قبل العديد من البسطاء حتى بعض خصومه السياسيين، تراجع إن لم يكن تلاشى مع فشله في إيجاد حلول حقيقية لمشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لذلك لم يكن صعباً على المصريين في ظل غياب الود معه، تصعيد سلاح السخرية ضد رئيس تكشفت وعوده مع توالي الأيام عن سراب.نشطاء المواقع الاجتماعية ربطوا بشكل ساخر بين عدد من زيارات مرسي وحدوث كوارث بالتزامن معها، فعندما زار مطروح شمال غربي القاهرة، احترق بعدها أكبر أسواقها التجارية، وبعد مرور أقل من 24 ساعة على صلاته الجمعة في مدينة أسيوط جنوب القاهرة، وقعت فاجعة تصادم قطار أسيوط بحافلة، التي راح ضحيتها أكثر من 50 طفلاً، وعندما حضر اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك ضربها إعصار «ساندي».تاريخياً عرف المصريون السخرية من حكامهم، على أساس «النحس» فقد قال المقريزي، عميد مؤرخي مصر الإسلامية، عن الناصر فرج أحد سلاطين المماليك في القرن الـ15 «أشأم ملوك الإسلام»، ومن قبل اعتبرت أوراق البردي الفرعون بيبي الثاني، الذي حكم البلاد ما يزيد على 90 عاماً، فأل نحس، بسبب انهيار وحدة البلاد نتيجة سياساته، التي أدخلت البلاد في فوضى استمرَّت 300 سنة.«السخرية من مرسي وربطه بسوء الطالع دليل على الرفض الشعبي له» هكذا اعتبر أستاذ علم النفس السياسي بجامعة الأزهر محمد المهدي، مضيفا لـ«الجريدة»: «الشعور بالإحباط عظيم على قدر الآمال، فالكثيرون توقعوا أداء مختلفاً من الرئيس يرتقي إلى طموحات الثورة، لكن جاءت الأيام لتثبت محدودية أفكار مرسي، فصعَّد المصريون ضده سلاح السخرية، كما فعلوا دائماً مع الحكام الظالمين مثل قراقوش وحسني مبارك».
دوليات
الكوارث تعيد إلى ذاكرة المصريين «نحس الحُكام»
26-11-2012