هل كل هؤلاء مخطئون؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لا يمكن أن تكون كل هذه الأحزاب المصرية المنضوية في "جبهة الإنقاذ" على ضلال، و"الإخوان المسلمون" وصنائعهم ومستخرجاتهم على حق، ولا يمكن أن يكون الأزهر الشريف ومعه الكنيسة القبطية مخطئاً، ومحمد بديع وحده المصيب، ولا يمكن أن يبادر كل مستشاري الرئيس إلى الاستقالة احتجاجاً على "فرامانات" رئيسهم، ومعهم حتى نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذي هو الواجهة السياسية والتنظيمية الأخرى لـ"الجماعة"، ويبقى الرئيس في مواقعه لا يتزحزح، وكأنه ماوتسي تونغ أو كيم إيل سونغ... أو بشار الأسد أو ستالين!كان اللجوء إلى حرق مقرات "الإخوان" ومكاتبهم خطأً فادحاً يتعارض مع السلمية المفترضة لصراع اجتماعي لا يجوز أن يأخذ الطابع العنفي في كل الأحوال ومهما حصل، لكن ومع ذلك فإنه لا يجوز إغفال كم أن هذا الذي يحصل يدل على أن الرأي العام المصري لم يعد يحتمل تصرفات هذه "الجماعة"، ولم يعد يطيق مناوراتها وألاعيبها السياسية وتلوناتها وتحالفاتها المتغيرة وفقاً لمستجدات موازين القوى وأنظمة الحكم المتلاحقة.إن كل هذا يدل على أن "الإخوان" المسلمين خسروا "المستقبل" حتى وإن ربحوا هذه الجولة، وهم لم ولن يربحوها، ولقد كان عليهم بعد انتظارٍ تواصل لأكثر من ثمانين عاماً أن يتلاءموا مع مرحلة ما بعد موسم الربيع وما بعد ثورة يناير المجيدة فعلاً، وأن يتخلوا عن مفاهيمهم القديمة التي باتت لا تصلح لمستجدات القرن الحادي والعشرين والألفية الثالثة، وألا يتصرفوا مع الآخرين، الذين كانوا شركاءهم في الثورة، بضيق أفق وأنانية مقيتة وعلى أساس الاستحواذ والشمولية وإزاحة كل القوى والأحزاب السياسية عن طريقهم.