نحتاج ﻓﻘط إلى مدرس ﺣﺴﺎب... وهذا المدرس يجب أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻴﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺷﺮوط: أولها، أﻻ ﻳﺨﺎف رﻛﻮب الطائرات اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ، والثاني، أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺮؤﻳﺔ جيدة ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ. واﻟﺜﺎﻟث أن يكون ﻳﻌﺮف يحسب!
تتزايد اﻟﺠﻤﻮع اﻟﻌﻔﻮﻳﺔ- ليست اﻟﻤﺘﺂﻣﺮة وأﻳﻀﺎً اﻟﺘﻲ ﻻ يستطيع أحد اﻟﺘﺤﻜم فيها أو توقع ردة أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ- كل ﺴﺎﻋﺔ وﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، وتتطور "اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﺎت" اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ، وتكثر "ﻏﻨﺎﺋﻢ" اﻟﻤﺒﺮﻗﻌﻴﻦ ﺑﻴﻦ أيدي "اﻟﺤﻔﺎة اﻟﻌﺮاة"!بدأت اﻟﻘﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ تفقد السيطرة، وﻗﺒﻠﻬﺎ يفقد اﻟﻌﻘﻼء منهم أﺳﺒﺎب وﺟﻮدهم ﻓﻲ هذه اﻷﻣﺎﻛﻦ، وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﻫﻠهم وأﺑﻨﺎء ﺟﻴﺮاﻧهم وأﺻدقاء طفولتهم!لم ﻳﺴﺘﺨدم "اﻟﺼﻌﺎليك" ﻛﻞ ﻣﺎ لديهم، ﻳﺮددون "ﺳﻠﻤﻴﺔ" وﻳﻔﺎﺟئهم اﻟﻤﺒﺮﻗﻌﻮن "ﺑﺎلدخانية"، ﺗﻌودوا جميعاً على اﻟمواﺟﻬﺎت اﻟﻤﺴﺎﺋﻴﺔ واﻻﺣﺘﻔﺎل ﻣﻌﺎً ﺣﺘﻰ اﻟﻔﺠﺮ!اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ أن "ﻣﻠﺜﻤﻲ اﻟﺸﻤﻎ" متطوعون ﺣﻀﺮوا عن طيب ﺧﺎﻃﺮ وﺣﺮاك داﺧﻠﻲ، بالهم ﻃﻮﻳﻞ وﺣﻤﺎﺳﻬﻢ منقطع النظير، ﺣﺘﻰ قدراتهم الإلكترونية ﺗﻔﻮق اﻟﺘﻮﻗﻊ... ﻓﻠﻮ جمعنا مقاطع "اليوتيوب" المرسلة من "جماهير الغضب" لاستطعنا إنتاج فيلم "أكشن" مثير!في المقابل العسكر "موظفون" لا يحبون البهدلة، ولم يعتادوا على هذا النوع من "ضرب الأهل"، وقد نجد بعضهم يتذمر من جهالات الحكومة وضياع عقلها.جاء من هو "أردى" رأياً وأقل صواباً وأبعد عن سواء السبيل، فقذف بالحرس الوطني لإخماد شجاعة الشباب وإخضاع هاماتهم. لم يعلم أن أحاديثهم الآن عن "أفعالهم"، وكل يعد "مراجله" وعندما يعود إلى بيته يفخر أمام أهله بجراحه ويعتبرها أوسمة حرب.لقد حلت شوارع "الصباحية" ومداخل "صباح الناصر" مكان المخيمات، واستبدلت كلمات "حكم" و"صن" و"هند" و"بيلوت" بأهازيج تطير لها القلوب وتضيع عندها الأذهان!العنف يتبعه العنف... لكن المؤكد أن لهؤلاء عزائم قوية لا يُخضعها الموظفون... والحكيم من سمع كلام مدرس الحساب وفطن سوء المنقلب وشر العقاب!
مقالات
«عِد الشباب يا مدرس الحساب»!
08-12-2012