احتفى ملتقى الثلاثاء أمس الأول، عبر ندوة ثقافية بأول رواية كويتية تدخل القائمة الطويلة للبوكر، وهي رواية «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي، بالإضافة إلى فوزه مؤخراً بجائزة الدولة التشجيعية عن الرواية ذاتها، وتحدث خلال الندوة الروائي إسماعيل فهد إسماعيل مقدما شهادة حول العالم الروائي للسنعوسي، كما قدم الروائيان إبراهيم فرغلي وعبد الرحمن حلاق ورقتين نقديتين في الرواية، وأدار الأمسية القاص شريف صالح.
استهلت الندوة بقراءة نقدية للروائي إبراهيم فرغلي بعنوان «سؤال الهوية والمواطنة والانفتاح على الآخر»، بيّن من خلالها قدرة الروائي سعود السنعوسي، على تدشين اسمه من خلال «ساق البامبو» ككاتب موهوب وواعد، فالرواية بحسب ما ذكر تمتلك الكثير من عوامل النضج الفني، بدءاً من اختيار المضمون، وكيفية تناوله سردياً، وذلك عبر خلق عالم زمني ومكاني شاسع يتوزع على جزر الفلبين وبين الكويت في زمنها الراهن، فالرواية تقدم تشريحاً اجتماعياً مفصلاً للمجتمع الكويتي في تاريخه المعاصر، وترصد الفرق بين مجتمعين، الأول أكثر تسامحاً، والثاني متشكك في كل شيء، فقد نجح الكاتب في وضع المجتمع الكويتي في مرايا ذاته، بأقصى درجة من الفنية.سمات الروايةوتحدث فرغلي عن أبرز سمات الرواية التي تقع في نحو 400 صفحة من القطع المتوسط، والتي امتازت بدورها بإحكام سردي ، ولغة رشيقة معتنى بها، وبتمكن من التفاصيل، والانتقال بين الشخصيات والأزمنة الروائية، ما يؤكد الجهد البحثي والمعايشة التي بذلها الكاتب للثقافة الفلبينية والمجتمع في الفلبين، مؤكداً أنها إضافة مهمة للرواية الكويتية المعاصرة وللرواية العربية الجديدة بشكل عام، ومشيراً إلى أن اسم سعود السنعوسي سيكون واحداً من الأسماء البارزة في فضاء السرد العربي في المستقبل القريب جداً. القلق الوجوديأما ورقة القاص عبدالرحمن حلاق التي جاءت بعنوان "القلق الوجودي في ساق البامبو”، والتي بدأ من خلالها بفكرة ساق البامبو أو الخيزران، وهو نبات ينشئ جذوره من أي قطعة تقطعها من ساقه وتغرسها بأي أرض شئت، فهو بلا ذاكرة ولا انتماء، أو بذاكرة مؤقتة غير قابلة للحفظ وينتمي إلى العالم الآخر، فعلى الصعيد الإنساني ساق البامبو هو بطل القصة عيسى الطاروف من أب كويتي من عائلة معروفة وأمه هي خادمة فلبينة.وكشف حلاق عن تقسيم الكاتب للرواية، التي جاءت في خمسة فصول أساسية وفصل أخير قصير جداً، كان بمثابة الخاتمة، حيث جاءت الأحداث مرتبة ترتيباً «كرونولوجياً» يتناسب وتقنية فن السيرة الذاتية إلا من بعض الاسترجاعات التي ساهمت بطريقة فاعلة في الإبقاء على حالة التشويق التي تمسك بالقارئ مشدوداً إلى صفحات الرواية، مشيراً إلى ان هذا المخطط الذي اعتمده المؤلف يخفي بين ثناياه مخططاً آخر يخاطب العقل الباطن للمتلقي ويتسرب إلى «لا شعوره» بحيث يسمح للرسالة أن تصل بلا عناء إلى فكر المتلقي عبر التفاعل الوجداني مع الشخصيات الواردة في الرواية، فقد أثبت سعود السنعوسي في روايته « ساق البامبو» حرفية عالية الدقة، مكنته من نسج حبكة الرواية بطريقة ذكية، قدمها بصورة مخالفة تجعل القارئ يتساءل هل هذه الرواية من تأليف السنعوسي أم من ترجمته.سجين المراياوقدم الروائي إسماعيل فهد إسماعيل شهادة حول العالم الروائي للسنعوسي، تحدث من خلالها عن بداية معرفته به ككاتب مقالة، قبل ان يحصل على جائزة ليلى العثمان التشجيعية عن روايته الأولى «سجين المرايا «، وذلك في زاويته النقدية في إحدى الصحف المحلية التي تناول من خلالها السنعوسي رواية للفهد تحت عنوان «إسماعيليات» أو»إحداثيات»، والذي أعجب بها شخصياً وبالأسلوب النقدي لها، ومن ثم قرأ له عمله الأول «سجين المرايا» قبل أن يطبع، إلا أن العمل لم يرضه كمبدع عدا الجزء الأخير الذي تقع به الأحداث متتابعة والذي شد بدوره الفهد كثيراً، ومن ثم توطدت العلاقة بين السنعوسي والفهد ، فشخصية سعود تتسم بالهدوء فهو كثير الإصغاء وقليل الكلام، كما انه يأخذ بالنصيحة المُسداةِ إليه في بعض الأحيان، إلا انه غالباً ما يتبع حدسه الأدبي وهذا ما يميزه.وعرج الفهد إلى رواية « ساق البامبو» التي تناقش فيها مع السنعوسي مطولاً قبل أن يبدأ كتابتها، فقد كان يشعر بوجود سيرلاكنا، إلا انه شد رحاله إلى الفلبين، وبدلا من ان يبدأ الكاتب أحداث روايته من مطار الكويت، بدأها من الفلبين، وبدلا من ان تكون حاضنة مضمرة للعمل الروائي، أخذت جزءا كبيرا يعادل نصف العمل الروائي، مما عمل توازناً في العمل الروائي.وتطرق إلى عنوان الرواية الذي غالباً ما يأتي بثلاثة أنواع، نوع يروي ما سيأتي، ونوع يستمد من العمل، ونوع يضيف إلى العمل، وفي «ساق البامبو» تجاوز الكاتب نفسه فالعنوان أضاف للعمل وهذا ما تميزه به سعود بعد ما كان من المفترض ان تعنون الرواية بـ«الطاروف».
توابل - ثقافات
ملتقى الثلاثاء يقرأ «ساق البامبو» ويحتفي بالسنعوسي
20-12-2012