الكوميديا اليوم... «ستاند أب» مبتذل

نشر في 10-10-2012 | 00:01
آخر تحديث 10-10-2012 | 00:01
No Image Caption
تتأرجح الكوميديا اليوم بين المسرح والتلفزيون، لكن أي نوع من الكوميديا يعرض على الجمهور؟ هل هي كوميديا الموقف التي تضع إصبعها على الجرح وتغمز إليه في محاولة للفت انتباه المسؤولين، أم كوميديا فارغة من أي مضمون هدفها الإضحاك من خلال الكلمة المبتذلة؟ للأسف، يسيطر النوع الثاني بتشجيع من الشاشات نفسها التي تريد استقطاب أكبر كمّ من الإعلانات من دون أن تتكلف موزانة ضخمة، وبازدياد فرق الشانسونييه التي تعتمد السطحية واللعب على الكلمات لانتزاع الضحكة من الجمهور.
كيف يقيّم بعض نجوم الكوميديا البرامج التلفزيونية الكوميدية؟ وما هو واقع المسرح الكوميدي راهناً؟
أندريه جدع

«النص الجميل والأداء الجيّد بغض النظر عن هوية الممثلين هو الذي يدخل الفرح إلى القلوب» يؤكد النجم الكوميدي أندره جدع، لافتاً إلى أن البرامج التلفزيونية الكوميدية تستقطب المشاهدين أكثر من المسرح الكوميدي، بسبب الوضع الاقتصادي الضاغط، وموضحاً أنه في الماضي كانت المسرحيات الكوميدية تُعرض طيلة أيام الأسبوع فيما يقتصر العرض راهنًا على ثلاثة أيام  كحدّ أقصى.

 يعزو انتشار البرامج التلفزيونية الكوميدية إلى تشجيع المحطات التلفزيونية التي تعرض ثلاثة برامج كوميدية أسبوعياً، استناداً إلى طلب الجمهور والإحصاءات الدورية التي تظهر المطالبة بمثل هذه الأعمال، لذلك أتجه أندريه جدع إلى كتابة «سيت كوم» يتكوّن من مجموعة قصص منفصلة تقدّمها شخصيات محددة وتُعرض على حلقات.

 يشدد جدع على عدم الخلط بين المسرح الكوميدي والبرامج الكوميدية التلفزيونية، فكل منهما منفصل عن الآخر من ناحية روحية العمل وأسلوبه، يوضح: «على شاشة التلفزيون نعتمد خطاً مقبولاً وهامش حرية معقولاً، فلا نتخطى الخطوط الحمر، بينما على خشبة المسرح نتحرّر من القيود».

عن الحدود التي يجب أن يتمتع بها العمل الكوميدي يقول: {الأهم هو الالتزام الأخلاقي، لا يهمني إضحاك الناس بكلمات دون المستوى أو بالاستناد إلى الجنس المتعارف عليه في الـ «ستاند أب» الأميركي، الذي استوحى بعض شبابنا منه مواقف أضفت على مسرح الشانسونييه الطابع الجنسي. استخدمت سابقًا اللعب على الكلام والإيحاء للإضحاك فيما تعتمد فرق الشانسونييه راهنًا الأسلوب المباشر وهذا أمر معيب».

بيار شماسيان

يفضّل النجم الكوميدي بيار شماسيان المسرح أكثر من البرامج الكوميدية كون ردة الفعل إزاء النكات تختلف، ويوضح: «على المسرح يكون التجاوب مباشراً مع الجمهور بينما في التلفزيون لا نستطيع تلمّس مدى تجاوب المشاهدين مع النكات، المسرح أصعب ولا يرحم في حال أخطأ الممثل بعكس التلفزيون حيث يمكن تكرار المشاهد».

يأسف شماسيان كون بعض البرامج التلفزيونية الكوميدية يؤيد أطرافاً سياسية معينة فيغيب الهدف الأساسي من العمل الفني المقدّم، مؤكداً أن بعض البرامج الكوميدية بات مهزلة.

يضيف: «مؤسف أن تسمى السخافات كوميديا، ازدادت الفرق التي تخوض هذا الغمار لكن قلة تفهم معنى هذا المسرح الحقيقي، فبعض الناشئين يعتقد بأنه يقتصر على عرض فتيات بأزياء مغرية والتحدّث بكلام بذيء على المسرح».

 يوجه شماسيان رسالة إلى كل من يريد خوض مجال الكوميديا مفادها: «لا يعني التصفيق عند ظهوره الأول أنه أصبح نجماً ويحقّ له بنجمة في هوليوود».

بيتي توتل

«البرامج الكوميدية في لبنان دون المستوى في غالبيتها ويرتكز بعضها على الإباحية والرخص، ثم نسبة الممثلين الكوميديين قليلة جداً»، توضح الممثلة بيتي توتل التي عرفت بأدوارها الكوميدية عبر التلفزيون وعلى المسرح، موضحة أن الإنتاج التلفزيوني يميل إلى برامج الانتقاد الساخر أكثر لأن كلفتها أقل.

تضيف:  «تساهم الحال السياسية غير المستقرة في لبنان في جعل المادة السياسية دسمة وموضع اهتمام البرامج الكوميدية التلفزيونية، فيما الأحوال الاقتصادية الصعبة تمنع الجمهور من ارتياد المسرح».

 وعن تجربتها في برنامج akhbar.com على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال  الذي شاركت فيه  مع أندريه جدع وليلى اسطفان توضح: «أحببت كيفية عرض العمل عليّ ومشاركتي في الكتابة وطرح الأفكار، وما شجّعني أيضًا أن فرقة Les Diseurs  هي الوحيدة التي تحافظ على مستوى معين من الرقي في الكوميديا».

 تأسف توتل لتدهور مستوى مسرح الشانسونييه رغم أهميته، خصوصاً أنه صعب ويتطلّب متابعة سياسية وتغييراً وفق الأحداث الآنية، تقول: «لا أجد مكاني كامرأة في هذا المسرح. باستثناء ليلى اسطفان وربما لمى مرعشلي، لا أجد ممثلة شانسونييه لا تركّز على شكلها وجمالها».

ميشال أبو سليمان

يشير النجم الكوميدي ميشال أبو سليمان إلى أن ثمة الجيد والسيئ سواء في المسرح الكوميدي أو في البرامج الكوميدية التي تغزو الشاشات أخيراً، متمنياً الابتعاد عن السياسة في هذه النوعبة من الأعمال، كون المشاهد ملّ منها ويريد بعض التغيير.

يضيف: «قدمت مثلا شخصية أبو العبد المعروفة وذلك بأسلوب عصري تخطى الصورة التقليدية المتعارف عليها، فجاءت مواكبة لتقاليدنا ومجتمعنا الراهن، وأدخلنا إليها الـ «فايسبوك» والخليوي والتطور والتكنولوجيا والكلمات التي نرددها في حياتنا اليومية، فحققت نجاحاً كبيراً».

عن برامج الانتقاد السياسي يقول: «تخليت عن هذا النوع من البرامج عندما صُبغ بصبغة سياسية معينة، فبات كل برنامج محسوباً على طرف معين ويشتم الطرف الآخر بابتذال وتدنٍّ فني. ثمة أمور نستطيع انتقادها وإضحاك الناس بعيداً عن التجريح».

أما عن المسرح الضاحك فيقول: «بات المسرح عبارة عن خليط بين الأسلوبين المحلي والأجنبي فدخل إليه المونولوج والـ{ستاند أب كوميدي».

back to top