منظور آخر: حين أكرهك

نشر في 10-06-2012
آخر تحديث 10-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان ماذا سأحصد حين أكرهك وأحسدك؟ لست أحصد سوى ثمار سامة ستضرني، لذا سأختار أن أشفق عليك أو أحترمك أنت أيها الحاقد الحاسد. لن أكرهك حتى إن كرهت تصرفاتك، سأختار أن أتجاهلك، سأختار الراحة لنفسي، بل سأحاول مع الوقت مسامحتك، وإن عجزت فإنك ستكون في الركن المنسي من ذاكرتي.

  هل تعلم ماذا سيحل بي حين أكرهك؟ سأرهق نفسي كثيرا بك، ففكرة أنك موجود معي كهمّ ثقيل تعطل دماغي عن راحة الاستمتاع بما حولي، وتجعلك خصمي اللدود، أحملك في حلي وترحالي، وفكرة أني أكرهك تقيد رجليّ بسلاسل من حديد، وتجعل خطواتي ثقيلة نحو دروب الفرح، بمجرد أن أحمل هذا الشعور "الكريه" سأكون قد تحملت ذنبا في حق نفسي لا يغتفر.

سيتلازم معها كومة من المشاعر المتفرعة من شجرة الكره، والحسد والحقد والغيبة والنميمة، وأخيرا سأكون دوما عاجزة عن رؤية الجانب الإيجابي والمشرق من الحياة، لسبب بسيط أني أقحمتك كثيرا في حياتي عندما كرهتك.

ستكون ملازما لي، ستكون السبب الأكبر لتعطيل أحلامي وخططي وطموحاتي لأن هذا الكره سيأخذ الكثير من طاقتي، وسيجعلني في نهاية اليوم مجرد جسد بلا روح.

ماذا سأحصد حين أكرهك وأحسدك؟ لست أحصد سوى ثمار سامة ستضرني، لذا سأختار أن أشفق عليك أو أحترمك أنت أيها الحاقد الحاسد.

لن أكرهك حتى إن كرهت تصرفاتك، سأختار أن أتجاهلك، سأختار الراحة لنفسي، بل سأحاول مع الوقت مسامحتك، وإن عجزت فإنك ستكون في الركن المنسي من ذاكرتي.

لو يعلم هؤلاء الكارهون والحاقدون نعمة المحبة لتمتعوا بحياة أجمل، فالعيون الضيقة لا ترى الصورة الكاملة الجميلة للحياة، بل تركز على تلك النقط السوداء لتفقد البصيرة على رؤية أي نور في أي لوحة؛ في أي عبرة؛ في أي تجربة.

في حين أنا أطور ذاتي، وأعمل على نبذ المشاعر السلبية منها، سيكون قد نهشك الكره، وسأملك من المحبة ما يجعلني أنصحك... لا تكره لأنك ستدمر نفسك قبلهم.

قفلة:

الكره يأتي من عدم تنمية الذات، ووجود وقت فراغ طويل بالإضافة إلى عدم الاقتناع بالقضاء والقدر، والتخلص من هذه الأمور العالقة سيكون دافعا للحب والتسامح.

back to top