الإبراهيمي يلتقي الأسد ولا تقدّم... والنظام يستخدم «الغاز»

نشر في 25-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 25-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• موسكو: الهجوم بالكيماوي انتحار سياسي  •«سانا» عن مجزرة حلفايا: الجيش هاجم إرهابيين

وسط أنباء عن استخدام القوات النظامية السورية قنابل غاز غامض خلال قصف شديد على مواقع للجيش الحر في محافظة حمص، أبدى المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، بعد لقائه الرئيس بشار الأسد أمس في دمشق، قلقاً عميقاً إزاء الأحداث المتزايدة على الأرض.

بعد مجزرة حماة، التي سقط فيها عشرات القتلى، ووسط استمرار الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات النظام السوري على مختلف المناطق خصوصاً في محافظة حمص، التقى الرئيس بشّار الأسد أمس المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. فيما لم تظهر في الأفق أي حلول نتيجة هذا اللقاء.

وبينما أكّد الأسد، خلال اللقاء الذي حضرته المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، ووزير الخارجية وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، ومعاون الوزير أحمد عرنوس، حرص حكومته على إنجاح أي جهود تصب في مصلحة الشعب السوري وتحفظ سيادة الوطن واستقلاله، قال الإبراهيمي، إن «الوضع في سورية لايزال يدعو للقلق، ونأمل من الأطراف كلها أن تتجه نحو الحل الذي يتمناه الشعب ويتطلع إليه».

وأضاف الإبراهيمي: «تشرفت بلقاء الرئيس وتكلمنا في الهموم الكثيرة التي تعانيها سورية في هذه المرحلة، وكالعادة تبادلنا الرأي حول الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل لحل الأزمة المستمرة منذ 21 شهراً».

ومضى الموفد المشترك قائلاً: «الأسد تحدث عن نظرته لهذا الوضع، وأنا تكلمت عما رأيته في الخارج في المقابلات التي أجريتها في المدن المختلفة مع مسؤولين مختلفين في المنطقة وخارج المنطقة، وعن الخطوات التي أرى أنه يمكن أن تتخذ لمساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الأزمة».

قنابل غاز

ميدانياً، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن استخدام القوات النظامية قنابل تحتوي على غاز أبيض من دون رائحة لكنه غير معروف، وذلك في قصف مناطق في محافظة حمص وسط البلاد.

ونقل المرصد عن ناشطين في مدينة حمص قولهم: «استشهد ستة مقاتلين من الكتائب الثائرة والمقاومة ليلة الأحد (أمس الأول) على جبهة الخالدية البياضة، بعد إلقاء قوات النظام قنابل نثرت دخاناً أبيض انتشر في الجو ولم تكن ذات رائحة».

وأشار المرصد إلى أن الغاز ليس أسلحة تقليدية ويوحي أنه نوع جديد لم يستخدم حتى الآن»، موضحاً أن كل من تنشق هذا الغاز شعر «بدوار وصداع شديدين والبعض منهم أصيب بحالات صرع».

وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت بإلقاء القوات النظامية «قنابل تحوي غازات على حي الخالدية (في حمص) يؤدي إلى ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس، وضيق حدقة العين»، موضحة أنه «لم يتمكن الأطباء من معرفة نوع هذا الغاز». وفي شريط فيديو بث أمس، يتولى طبيب ومسعفون معالجة شاب استنشق هذا الغاز، وهو يسعل ويعاني صعوبة في التقاط أنفاسه، بينما يضع مسعف قناع أوكسجين صغيراً على أنف الشاب.

موسكو

في السياق، اعتبرت روسياً، التي أعلنت أمس انضمام سفينتين حربيتين تابعتين لأسطول البحر الأسود إلى وحدات بحرية روسية توجد قرب شواطئ سورية، أن الهجوم بالأسلحة الكيماوية سيكون بمنزلة «انتحار سياسي» لنظام الأسد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، للشبكة التلفزيونية الروسية الناطقة بالإنكليزية، «لا أعتقد أن سورية ستستخدم أسلحة كيماوية. وإذا حصل ذلك فسيكون بمنزلة انتحار سياسي»، مضيفاً: «كلما وردتنا معلومات عن ذلك نتحقق منها حتى نتلقى تأكيداً حازماً من النظام السوري أنه لن يفعل ذلك أياً كانت الظروف».

في غضون ذلك، شنّ طيران النظام أمس عدة غارات على مناطق في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، وذلك بعد مقتل نحو 60 شخصاً في بلدة حلفايا في محافظة حماة (وسط) من جراء غارة جوية استهدفت مخبزاً.

وقال المرصد، في بريد إلكتروني، «نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة»، بعدما أشار في وقت سابق إلى أن الطيران نفّذ غارتين على بلدة جسرين والمنطقة الواقعة بين بلدتي جسرين وكفربطنا.

اشتباكات

وتزامناً مع ذلك، تدور اشتباكات في مدن عربين والمعضمية وداريا الواقعة في ريف دمشق، بحسب المرصد، الذي أكد وقوع اشتباكات مساء أمس الأول في حي القابون في شمال شرق العاصمة دمشق، وشارع الثلاثين في جنوبها الذي يفصل بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود.

وأدت أعمال العنف أمس الأول إلى مقتل 198 شخصاً من جراء الاشتباكات في مناطق سورية مختلفة.

وبعد ساعات من مجزرة حلفايا، قالت وكالة «سانا» فجر أمس: «هاجمت مجموعة إرهابية مسلحة بلدة بريف حماة وارتكبت جرائم بحق أهلها كان ضحيتها مجموعة من النساء والأطفال»، من دون الإشارة إلى الغارة على المخبز.

ونقلت عن الأهالي قولهم إن «المجموعة الإرهابية ارتكبت جرائم واعتدت على المباني العامة والحكومية ومن ضمنها مستوصف البلدة ومقر البلدة، وانهم ناشدوا الجيش (النظامي) التدخل، فلبى نداءهم وأوقع أعداداً كبيرة من الإرهابيين بين قتيل ومصاب».

(دمشق، حلب -

أ ف ب، يو بي آي)

back to top