عند إعلان وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز شاع الحزن في أنحاء دول مجلس التعاون، وحدث الأثر مباشرة في عفوية صادقة لا تحتاج إلى توجيه ولا إلى حملات إعلامية مؤثرة، أغلب البيوت أصابها الحزن وكأن نايف أحد أقاربها أو كبير عائلتها، وهي حالة لا يمكن أن تكون إلا في شعب واحد يألم لألم كل فرد فيه مهما بَعُد مكانه، أو اختلف نسبه. والمصائب عادةً ما تكشف المشاعر التي تكنّها الصدور، وتظهر قوة الروابط والوشائج التي تجمع الشعوب، وهكذا كانت وفاة المرحوم، بإذن الله، نايف بن عبدالعزيز فرصة تجلت فيها مشاعر أهل الخليج جميعاً، وأعلنت صدورهم ارتباطاً لا يمكن أن تضعفه تهديدات إيران وتحذيراتها من الاتحاد الخليجي القائم فعلاً في نفوس أبناء هذه الأرض، لذلك كله يجب على القادة الالتفات إلى مشاعر مواطنيهم وأحاسيسهم وطموحاتهم وتمنياتهم والسعي الجاد والحثيث إلى تحقيقها، فالتحديات العظيمة التي تمر بها أمتنا ومنطقتنا كلها تدفع إلى هذا الاتجاه، وكل تأخير أو تسويف يزيد من حجم تلك التحديات والأخطار. *** انضباط التصريحات الحكومية أمر ضروري، فالوزراء ليسوا أعضاء منتخبين يمكن أن يصرحوا التصريح ثم يعودوا ليصرحوا بنقيضه، الأمر مختلف، فالوزير يتحدث باسم الحكومة جميعها، أراد ذلك أم لم يرد، لذلك يجب أن لا تصدر تصريحات من الوزراء إلا بعد مراجعة وتمحيص واختيار سليم لمفردات الخطاب، ومقاصده، فالأمر ليس حديثاً في ديوانية ولا "غشمرة في طلعة ربع"... وعلى رئيس الحكومة تنبيه وزرائه إلى الحرص الشديد خاصة أن المتصيدين له ولوزرائه كُثر في المجلس والصحافة ينتظرون أي خطأ أو زلة. أما المسارعة إلى تصحيح التصريح وشرح المقصد فهو وإن كان أسلوباً محموداً في بعض الأحوال إلا أنه يدل على ضعف الاستعداد، وعدم الدقة والحرفنة في إطلاق التصريح الأصلي، ويكشف عن الحاجة إلى جهاز إعلامي أو استشاري يدعم الوزراء في مثل هذه الأمور.
Ad