أزمات؛ حيث أزمة تلد أزمة، وأزمة تشد من أزر أختها، وتتداخل الأزمات، وتضيع في ما بينها البسمات، ونرى أخبارها بالصفحة الأولى، وليتها تكون في الأخيرة مع من مات في صفحة الوفيات... ولكن.

Ad

كل الأزمات لها حل إلا أزمة نفوسنا، والتغيير الذي ننشده لم يبدأ كما يقول المنطق من هنا؛ مكان النبضات، بدأت مطالباتنا بلساننا، وظل الظلام الذي يسكن قلوبنا جاثماً ثقيلاً، لم نستطع أن نزحزحه ولم نقدر أن نحركه، نعم هناك خطر كبير من تغيير الدوائر بمرسوم، وهناك محاولات للانقلاب على الديمقراطية، ولكن ما هي الديمقراطية دون مبادئها؟ وما هو المجلس دون ثقافة وتنوير؟ هل نختزل الديمقراطية والكرامة والحرية في صندوق انتخابات؟ وإن عاد النظام الانتخابي لما كان عليه- وهذا ما نرجوه ونتمناه وننشده- فهل سننسلخ نحن من بعض عاداتنا وموروثاتنا البالية؟

نضحك يومياً في وجوه بعضنا، ونخرج في جميع الوسائل المتاحة لنكذب جميعاً حول الوحدة الوطنية، ونصرح بأن الغزو العراقي أثبت أن الكويتيين جسد واحد... وماذا بعد؟ تقوم الدنيا ولا تقعد، بل إنها تخشى القعود كي لا تتهم بالتواطؤ والخيانة والانبطاحية عند أول اختلاف بالرأي، يتهم ثلث المجتمع بالعمالة والخيانة ومحاولات الانقلاب بسبب وصول عدد غير معتاد من نواب الشيعة؟! يضع الكويتيون أياديهم على قلوبهم سنوياً في كل "محرم" و"رمضان"، بسبب اتهامات الكفر والتخوين والعمالة من الطرفين! من يرد عنّا هذا الخطر؟! ومن يستطيع أن يطالب بهذا التغيير؟!

عادت الأصوات الأربعة -وهو ما نتمناه ونسانده- فهل ستتوقف النخوات القبلية في المواقف السياسية؟ هل سنغير طريقة اتخاذ مواقفنا من العناد بسبب الأشخاص إلى الاقتناع بالحجة؟ هل سنجد التكريم لرموز الحراك من الشباب بدلاً من أمراء القبائل؟ هل سنجد وعاظ السلاطين يسحبون أنوفهم مما لا يعنيهم من الأمور السياسية؟ هل ستتوقف الفتاوى المسيسة؟ هل سيقوم المواطن الشيعي بالتصويت لسنّي قناعة دون النظر إلى مذهبه؟ هل سيقوم المواطن الحضري بالتصويت للبدوي بناء على طرحه؟ هل سيقوم السنّي بالعمل لمرشح شيعي اقتناعاً ببرنامجه الانتخابي؟

"الشق عود"... وهو يزداد اتساعاً كل يوم، وما يزيده هو وجود معارضة بخلفية سوداء قاتمة تحمل لواء قضية مستحقة -دون الخوض في النوايا- وتقابلها حكومة تاريخها لا يقل سواداً عن تاريخ معارضيها، لا تعدل ولا تساوي في الظلم، إخواني أخواتي وإن تغير ورجع "نظام الأربعة"... فكيف يتغير بلد في الماضي لم يستطع صدام حسين أن يبيده... ولكن تحرقه وتفرقه اليوم تغريدة؟!