ستبقى حياً

نشر في 15-09-2012 | 00:01
آخر تحديث 15-09-2012 | 00:01
No Image Caption
 جمال عبدالرحيم للمرة الأولى تعجز الكلمات وترتجف وجلاً، ممتزجة بالدموع، فالخطب جلل... للمرة الأولى تتوه الحروف بين دواة التأبين وريشة الإعلان عن فقد إنسان تجاوز حدود المكان إلى رحاب الرضا والاطمئنان "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية".

رضا الفخراني... شخصية اتفق كل من تعامل معها على حبها واحترامها؛ شخصية جمعت بين الألم على فراق وطن كبر باحتضان جسده المثخن بآلام الغربة، وعشق لأرض بذل فيها أجمل مراحل شبابه، بين فراق أم الدنيا مصر وعشق الشقيقة الصغرى كويت الخير.

شخصية جمعت بين أصعب المتناقضات، ابتسامة رقيقة كانت تنير دروب غربتنا وتزرع في صحراء وجوهنا الأمل والاطمئنان، وألم مرض استغل انشغاله وتفانيه في العمل ليتمكن من جسده التائه بعيدا عن وطنه.

للمرة الأولى يرفض القلم ترجمة الفراق، فأين الغرابة عندما تضرب الكلمات احتجاجاًً؟! فالراحل قلم وروح عاش الصحافة إبداعاً وإخلاصاً فعاشته تقديراً وتخليداً لذكرى رجل غائب حاضر... غائب بجسده لكنه حاضر بروحه، فالكلمات والعناوين والصياغة مازالت تبحث عن قلمه، رافضة ما كتب على ضريحه "هنا يرقد من كان أخاً وصديقاً ومعلماً... هنا يرقد من عاش السعادة مناصفة والحزن والألم، بعيداً عن كل العيون"... نعم هنا يرقد من نرفض رحيل حيويته وصدقه وتفانيه في الدفاع عن كلمة الحق.

فمن بين ركام صدمتنا نرى نوره الأخلاقي، نرى تفاؤله وإيمانه، فذكراه ومواقفه ستبقى ماثلة أمام مساحات غربتنا... أمام تجاربنا وتعاملاتنا.

نعم ستبقى حيا بيننا تشع بابتسامتك أجواء التسامح والتراحم بين الجميع، ستعيش في دعائنا ورجائنا بلقياك في جنان الرحمة، فلك منا كل الإخلاص لما زرعته فينا.

back to top